من علامة صفر إلى رقم 12 في العالم ..مشروع طفل صغير سيعيد الكهرباء إلى سوريا ويصدر الطاقة إلى دول العالم

مشروع طفل صغير سيعيد الكهرباء إلى سوريا ويصدر الطاقة إلى دول العالم، إذ لم تكن هذه الشركة أي شركة إنما هي الأولى في الشرق الأوسط في مجال توليد الطاقة النظيفة ومن هنا نستطيع التوقع بمستقبل سوري مشرق بعد ظـلام الحـرب.

مشروع WDVRM بدأ من طفل صغير ليعيد الكهرباء إلى سوريا ويصدر الطاقة إلى دول العالم

في بلد يفتقر إلى أقل مقومات الحياة اليومية، ويشكو من عتم الليل وبرد الشتاء نتيجة فقدانه للكهرباء والمشتقات النفطية، وبعد 11 عام من النزاعات، تأسست شركة ناشئة سوريّة بالكامل ودفرم WDVRM، وهي الأولى في الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا والـ 12 على مستوى العالم، التي تخصصت بتوليد كهرباء نظيفة لا تعتمد على الوقود الأحفوري بل على  طاقة الرياح.

بينما يبدو الأمر أقرب إلى الخيال أمام السوريين خاصةً الذين يجدون في الألواح الشمسية حلم بعيد المنال، إلا أن رحلة هذه الشركة من الفكرة حتى تلقي عروض بالاستثمار والشراء، تبشر بالخير وبمستقبل أكثر إشراق في سوريا.

من سورية بدأ مشروع سيعمر العالم

حيث قامت شركة WDVRM على فكرة مشروع مدرسي في دبي للطفل ربيع إلياس وهو في الـ 12 من عمره عام 2006، حيث حصل المشروع على علامة الصفر، لأنّه حسب ادعاء المعلمة لا يليق بسوريا التي كانت تشكو من فقر في البنى التحتية حينها، وتعاني من دمار في نسبة كبيرة في هذه البنى اليوم.

علامة الصفر والرد القاسي ودموع الطفل دفعت والده، وليد إلياس، للاطّلاع على المشروع وفكرته واتخاذ القرار بتنفيذه لما يحمل معه من فرصة واعدةن حيث ترك بعدها ربيع المدرسة لمدة شهر بأمرٍ من والده وليد، للمشاركة في معرض هامبورغ  لطاقة الرياح في ألمانيا، ولأن الأرض الموعودة بهذا المشروع هي سوريا، قوبلت الفكرة بتشكيكٍ كبير من العديد من الخبراء.

قامت شركة WDVRM على فكرة مشروع مدرسي

من الهجرة إلى إمار البلاد

في عام 2011، عندما بدأ أصحاب رؤوس الأموال بالقفز من المركب الغارقة ومغادرة سوريا بأموالهم، باع وليد إلياس أملاكه في أوروبا والخليج العربي وقرر الاستثمار في وطنه عملًا بالمقولة "إذا ضربت المدافع شيّدوا المصانع"، ووسّع المعمل الذي كان عندها (المجمع السوري الأوروبي للصناعات الثقيلة)، من 11 ألف متر مربع إلى 75 ألف متر مربع، ليصبح المعمل الوحيد في الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا للطاقات البديلة والصناعات الثقيلة.

إنجاز نوعي وانطلاقة واعدة في سورية

من عام 2011 أنشأت ودرفم عنفتين قادرتين على إنارة 17 ألف منزل تقريباً، في السهول المنخفضة من مدينة حسياء الصناعية في ريف مدينة حمص السورية، وتم اختيار الموقع بعد عدة أشهر من الدراسات التي خلصت إلى أن هذه المنطقة الجبلية في حمص من أقوى المناطق الريحية في العالم.

والعنفة الواحدة عبارة عن مروحة ضخمة بوزن 2500 طن وثلاث شفرات طول كل منها 50.3م، تعمل بطاقة تحريك الرياح، لتولد الكهرباء باستطاعة 2.5 ميغا واط ساعي، بشكل مستمر 7/24 لمدة 25 عامًا بكفاءة عالية وأقصى درجات الأمان، لتنتج طاقة كهربائية تغطي تكاليفها بالكامل بعد 3 سنوات فقط من تشغيلها.

أنشئت العنفتان بموارد وخبرات محلّية بالكامل بتدريب كوادر أجنبية مختصة للخريجين السوريين في مجال الطاقات البديلة، ليبلغوا مبلغًا مكّنهم من إصلاح أخطاء الخبراء الألمان، حسب ما أفصح عنه ربيع إلياس المدير التنفيذي لودفرم، التي لم تستغل فقط طاقة الرياح، لكنها استخرجت أيضًا طاقات وكفاءات أبناء سوريا المدفونة تحت مخلفات الحرب.

وحسب إلياس، إذا تم تركيب عنفات ريحية من قبل الحكومة واستثمارها، ستنخفض تكلفة إنتاج الكيلوواط إلى 10- 30 ليرة، بينما تبلغ التكلفة الحالية ما يصل إلى 300 ليرة سورية.

الأمل بمستقبل مضيء في سوريا

بعد أن قوبلت الفكرة بالرفض والتشكيك قبل إنشاء العنفة الأولى، بدأت الأصداء تطالب بمزيد من العنفات، سيّما وأنه استنادًا إلى كل الوعود التي قدمها ربيع إلياس، فإن شركة  WDRVM قد تكون أمل سوريا في إلغاء التقنين على الكهرباء، الذي وصل في بعض المناطق إلى 6 ساعات تقنين مقابل 45 دقيقة من التدفق الكهربائي.

شركة  WDRVM قد تكون أمل سوريا

في فترتها التجريبية الأولى، وخلال أقل من شهر تمكنت أول عنفة من تغذية الشبكة الكهربائية بأكثر من 500 ميغا واط (الميغا واط تساوي 1000 كيلو واط)، لكن ما تحتاجه الشركة هو تركيب 1500-2000 إلى عنفة ريحية، باستطاعة تبلغ 2.5-6 ميغاواط للعنفة الواحدة، حتى تجعل من سوريا بلد الأضواء.

الألواح الشمسية وأثارها في الوسط السوري

رغم إدخال ألواح الطاقة الشمسية واعتمادها في بعض البيوت والمنشآت السورية، وحماس سوريا من تجار وحكومة إلى الاستثمار في الطاقة الشمسية، إلاّ أنّ ودفرم تنصح وتفضّل الاعتماد على  طاقة الرياح، لأنّها تتطلب تكنولوجيا أقل تعقيد، وأقل مساحةً لإنتاج الكهرباء باستخدام العنفات الهوائية مقارنةً باحتياجات توليد الكهرباء من الألواح الشمسية، بالإضافة إلى القدرة على استرداد رأس المال المستثمر وتحقيق أرباح بغضون 3 إلى 4 سنوات في حال استخدمت العنفات الهوائية، بينما تحتاج الألواح الشمسية لـ 10 سنوات.

مستقبل شركة ودفرم WDRVM

الشركة التي شكك الخبراء في نجاحها، وعقب تدشين توربينها الأول في 2019 والثاني في 2021، وبلوغ طاقتها الإنتاجية 50 إلى 60 توربين سنوي، تتلقى اليوم العديد من العروض لشراء توربيناتها من دولٍ أوروبية وآسيوية وأفريقية وحتى من دول عربية، مثل السعودية والكويت والمغرب والأردن، وهي حالياً بطور المفاوضات لإنشاء مزرعة توربينات تولد الطاقة في العالم، إذ أدرك الجميع أن توليد الكهرباء بالعنفات الهوائية أمرٌ في غاية الأهمية لأنه مشروع يعتمد على طاقة متجددة صديقة للبيئة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
Loading...