اعتبرت الدكتورة رشا سيروب الاستاذة في كلية الاقتصاد بالقنيطرة، أن أهم الإشكاليات التي يعاني منها الاقتصاد السوري هي: الفقر وانعدام الأمن الغذائي، حيث يعاني أكثر من 80 بالمئة من السوريين من الفقر، و90 بالمئة من انعدام الأمن الغذائي، علماً أن الفقر وانعدام الأمن الغذائي هما التحدي الأعظم الذي يواجه الحكومة الجديدة ومتطلب لا غنى عنه للتنمية المستدامة، كما يعاني الاقتصاد من هجرة الكفاءات والشباب حيث يوجد شخص واحد من كل خمسة لاجئين في العالم هو سوري، فالهجرة المستمرة عادة ما تكون بمنزلة أعراض لمشكلة وليست سبباً، لأنها تسلط الضوء على رغبة ملايين السوريين في الحصول على نوعية حياة أعلى سعياً وراء تعليم أفضل، وفرص عمل تلائم مؤهلاتهم، ورعاية صحية، أو ببساطة مكان أكثر أمان للمستقبل.
رأت سيروب في محاضرة لها أن ملف الإسكان في سورية يعاني من مشكلات عدة، فمع وجود الملايين من السوريين النازحين داخلياً، ومع الحرب الحالية على لبنان التي أدت إلى دخول أكثر من 400 ألف سوري عائد ووافد لبناني، علماً أن الرقم الحقيقي أكبر من ذلك إذا ما أضفنا الداخلين إلى سورية عبر المعابر غير النظامية، وأيضاً فإن إعادة النظر بالجنسية التركية الممنوحة للسوريين، قد تجبر ما يقارب نصف مليون سوري على العودة، كل هذا سيزيد من فجوة السكن الناتجة عن الفرق بين العرض والطلب، لذا فإن توفير السكن بأسعار معقولة وإعادة الإعمار يشكل أولوية، خاصة أن تكلفة الحصول على سكن تشكل 60- 70 ضعف دخل الفرد السنوي.