سكت دهراً ونطق كُفراً.. وزير سابق يطالب المقاومة بوقف القتال والصلح مع المحتل!!

الوزير السابق يطل علينا عبر صفحته الشخصية على الفيسبوك بمنشورات غالباً ما تلقى انتقادات لاذعة من متابعيه، ولكن مؤخراً كتب وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك السابق عمرو سالم منشور انهزامي تحدث فيه عن الدمار والخراب الذي لحق بغزة ولبنان، وكأنه يصوب سهامه نحو المقاومة وأنها قامت بمغامرة غير محسوبة، حيث يستشهد بصلح الحديبية على أننا يجب أن نجنح للسلم كما جنح الرسول صل الله عليه وسلم في إحدى المراحل التاريخية.

عمرو سالم

جاء منشور عمرو سالم كما يلي:

"يدور الحديث الآن عن وقف القتال أو النار أو وقف الحرب، إن أسوأ النتائج هي في القرارات التي تتخذ في لحظات عاطفية أو التي تبنى على أوهام أو شعارات لا تمت للحقيقة بصلة، ولو افترضنا أن القتال توقف غداُ في لبنان وفلسطين، وهو أمرٌ ضروري، فماذا يكون قد جنى من اتخذ قرار ما سمي بالطوفان قبل عامٍ وبضعة أيام؟.. أهل غزة قد هاجروا ودمرت البيوت والمنشآت والبنى التحتيًة، واستشهد آلاف المدنيين من أطفال ونساء وكبار وجرح أضعافهم واحترقت خيامهم، فهل يكون وقف القتال نصر حققه من اتخذ القرار، وفي لبنان نفس الأمر، وغاب الوحيد الصادق السيد الأمين، عندما يعلم الإنسان أن عدوه لا يبالي بأيًة قيم إنسانيًة ولا حتى بشريعة الغاب، فهل يهاجم الفيل بإبرة خياطة؟.. وحتَى إذا لم يقف القتال، فهل تتجه الأمور إلى نصر، أم إلى مزيد من الخسائر التي تبكي الحجر.. رسول الله (ص) عقد صلح الحديبية وهو خير المسلمين، فهل كان يفرَط بحقوق شعبه وأهله وبحقً الله.. لكنًه بنى دولةً وشعباً وكان يعلم أنً عدوه لن يصون المعاهدة، لكنًه لم يحاربه إلا عندما نقضها.. إن طريق تحرير الأرض هو بالعلم والعمل ورفاه الإنسان والإيمان والصبر على مشاق التعلم والبناء ورفعة الاقتصاد وعدم الانحناء لأحدٍ إلَا الله.. تزول الدنيا قبل أن تزول الشام."

الكاتب والباحث السياسي وعضو مجلس الشعب سابقاً مهند الحاج علي رد على كلام سالم بالقول: "في مرحلة من المراحل كنت أحترم رأيه وديناميكية عمله في الوزارة التي كان مكلفاً بها في أوقات عصيبة، وكنت أرى فيه الشخص الذي يعمل (وقد يخطئ) ولكنه أفضل من الكثيرين الذين لا يعملون."

تابع عمر سالم: "ولكن رداً على المغالطات التاريخية والسياسية التي عم حاول سوقها في منشوره الانهزامي الأخير أقول له إن هذه المقاومة في لبنان وفلسطين هي من إنجازات المؤسس حافظ الأسد رحمه الله، بعد أن خسرت سوريا جناحها المصري في معاهدة (كامب ديفيد)، وحماها وحفظها ودعمها الرئيس بشار الأسد، ولحق سوريا ما لحقها من دمار وحرب إرهابية نتيجة موقفها التاريخي في دعم المقاومة ودعم الشعب الفلسطيني في حقوقه بأرضه وحريته، كما أن سوريا طرحت سابقاً مبدأ الأرض مقابل السلام."

تابع الباحث: "وبالتالي من حقنا أيها الوزير أن ندافع عن أرضنا ونحميها وأن نحاول بكل ما أوتينا من قوة (ولو بالعصا والحجارة)، لكي لا يسجل علينا التاريخ أننا شعب خانع ذليل مهزوم.. وما ذهاب يوسف العظمة يوم ميسلون الأخير مثال على ذلك، فمعرفته بمقدرات الاحتلال الفرنسي آنذاك وقدراته التي تفوق قدرات من معه الثلاثة آلاف بنسبة واحدة إلى عشرة، وعدم امتلاكه إلى أي مدرعات على عكس الفرنسي الذي كان يملك أحدث وسائل القتل في ذلك الزمان، لكنه لم يتراجع وهو يعلم أنه ملاقي ربه، ولكنه ذهب ليحقق نصراً بالشهادة، لتكون دمائه ودماء من معه نبراساً قادنا لتحقيق الاستقلال بعد سنوات، ودفعت دماؤه كل الشعب السوري بكل أطيافه لتشكيل مقاومات في كل مكان وبذلوا التضحيات حتى الوصول للنصر الناجز."

أضاف: "أما عن صلح الحديبية الذي تستشهد حضرتك به وأننا يجب أن نقتدي به وتغمز به للصلح والانبطاح أمام القوى الغربية والكيان الصهيوني، فأذكرك بأن الصلح الذي عقده الرسول في ذلك اليوم كان بين المسلمين وكفار قريش يعني بين القريشيين أنفسهم مسلمين وكفار، يعني بين الأهل، وليس بين الأعداء.. وحتى لو جنح الرسول في وقتها إلى الصلح لم يلبث عام حتى سقط هذا الصلح او الهدنة وكانت الغلبة لرجال الله."

ختم الباحث رده على كلام الوزير بالقول: "أطالبك بالاعتذار من ذوي شهداء الشعب السوري وذوي شهداء الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني، كونك وصفت بأن دماؤهم قد ذهبت هدراً، حسب لغزك وغمزك في منشورك، وأذكرك لولا تضحيات شهدائنا لما بقيت دمشق، وستزول أنت وأمثالك من الانهزاميين ولن تزول دمشق."

إرسال تعليق

أحدث أقدم