أصبح واقع طب الأشعة مرير للغاية وباتت التحديات تفرض نفسها بشكل أو بآخر حتى أضحى التصوير بالأشعة على مستوى المستشفيات الحكومية والخاصة مشكلة تورق المرضى الذين يجدون أنفسهم في رحلة بحث مضنية قد تطول لأشهر في انتظار موعد المستشفى فيضطرون في بعض الأحيان إلى دفع مبالغ مالية تفوق استطاعتم ولا تتناسب مع مدخولهم المعيشي.
تزداد هموم الطبيب الشعاعي في سورية يوم بعد يوم وتعلو الأصوات لعلها تلقى استجابة، فكثرة الصعوبات في الآونة الأخيرة التي تواجه عمل الأطباء الشعاعيين، جعلت الحل مستحيل وهذه المعاناة تكمن بأسعار الأجهزة وصيانتها والتكاليف العالية لإصلاحها وغيرها من المعوقات الاقتصادية التي تؤرقهم، د.علي: الواقع مرير ولابد من الوقوف عنده لعله يلقى صدد، فارتفاع أسعار الأجهزة وصيانتها والكلف التشغيلية وكلف الضرائب المفروضة
لابد من الوقوف عند صعوبات طب الأشعة ومعاناة هذا الاختصاص، حيث ذكر رئيس رابطة الأطباء الشعاعيين في سورية الدكتور ياسر صافي علي في تصريح لتشرين بعضها والتي تتلخص بارتفاع أسعار أجهزة الأشعة وصيانتها والتكاليف العالية لإصلاحها ما يجعل سعر تكلفة الصورة باهظاً، ففي القطاع العام والخاص هناك أجهزة معطلة تواجه صعوبة في إصلاحها بسبب ارتفاع تكلفتها، خاصة أن أجهزة الأشعة تستورد بالعملة الصعبة وتكلفتها كبيرة كونها أيضاً تتعلق بموضوع الكمبيوتر والتقنيات الحديثة، التي تكون في تطور مستمر وكلما تطورت هذه الأجهزة ارتفعت تكلفتها بالإضافة إلى ارتفاع التكلفة التشغيلية للجهاز في حال توفره، بسبب انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر والاعتماد على المولدات لتشغيله، وهذا ما يحمل أعباء إضافية أخرى حتى أغلقت 170 عيادة أشعة في البلد بسبب هذه التحديات التي تواجه عمل الأطباء الشعاعيين.
إن موضوع الضريبة وكلفها تضع الطبيب الشعاعي دائماً في تحدٍّ كبير -حسب ما ذكره الدكتور علي- و قد تصل نسبتها إلى 30%، فكيف للطبيب أن يدفع الضريبة المفروضة عليه إذا كان لا يسترد تكلفة الصورة؟، عدا عن ذلك فهناك جهاز الطبقي المحوري المتضمن لأنبوب الأشعة معرض للعطل في أي لحظة وتكلفته قد تصل إلى نصف ثمن الجهاز.. والسؤال: إذا لم يستطع الطبيب تحقيق الجدوى الاقتصادية من عمله فكيف سيتمكن من إصلاح الجهاز؟
إن رابطة الأطباء الشعاعيين رأت أن الحل يكمن في تضافر الجهود المعنية وخاصة وزارة الكهرباء إذ ينبغي أن تعمل على تخفيض ساعات التقنين ومن أسعار الكهرباء البديلة، وبالنسبة لوزارة المالية لابد من أن يكون هناك دعم من قبلها بما يضمن استمرارية عمل الأطباء الشعاعيين.
عن مقترح الرابطة التي قدمته لوزارة الصحة، وهو أن يقوم كل طبيب بجلب جهاز جديد نوع ما أي أن يكون مستعمل لسنوات قليلة وبتكلفة أقل، وفي الوقت نفسه أن يحقق المواصفات السورية المطلوبة، لكن بقي هذا المقترح معلق من دون أي جدوى حسب ما ذكره الدكتور علي متحسر.
د.حمشو: ارتفاع أسعار الأجهزة الطبية وعدم توافر قطع التبديل وارتفاع كلف صيانتها انعكس سلباً على سعر الصورة ما جعل الأطباء واقعين بين نارين نار المريض ونار العمل
ختاماً من دليلك نيوز أن صحيفة محلية سورية رصدت خلال استماعها لمعاناة الأطباء الشعاعيين مطالبهم والتي تجلت في ضرورة التشاركية بين الوزارت المعنية من خلال تقديم دعم صريح ودائم لهم، بالإضافة إلى إعفاء استيراد الأجهزة الطبية من المنصة، كما تم ذلك مع الأدوية، لأن هذه الأجهزة ليست كمالية بل أساسية خاصة أن أي عملية جراحية تحتاج إلى تصوير أشعة، كما يقال إن الجهات المعنية وعدت بحلول مرضية للأطباء الشعاعيين في أول العام القادم، وفي ضوء هذه التحديات هل سيتمكن المعنيون من الوفاء بوعدهم أم سيبقى الوعد قيد الانتظار؟.