أكدت مصادر اقتصادية سورية أن ما يحصل على الأراضي اللبنانية في الفترة الحالية كان له تأثير سلبي كبير على الأوضاع الاقتصادية في سوريا، حيث أدى تفاقم الوضع في لبنان إلى أزمة دولار غير مسبوقة منذ سنوات عديدة في الأسواق السورية.
أشارت إلى أن الأسواق السورية تعاني في الفترة الحالية من نقص حاد في الدولار والقطع الأجنبي، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على حياة شريحة واسعة من السوريين.
نوهت أن تحويل الأموال من خلال مكاتب السوق السوداء إلى الداخل السوري قد تراجع بشكل كبير منذ بداية تدهور الأوضاع في لبنان أي منذ أواخر شهر سبتمبر الفائت.
أضافت أن عدد كبير من السوريين لم يعد بمقدورهم الحصول على الدولار، لاسيما الذين كانوا يعتمدون بشكل أساسي على الحوالات الخارجية التي تصلهم عبر السوق السوداء ويستلمونها بالدولار.
لفتت أن الوسطاء في مكاتب السوق السوداء الذين كانوا يعملون على إيصال الحوالات بالدولار لأصحابهم يواجهون اليوم تحديات كبيرة في تأمين الدولار وتسليم الحوالات.
أفادت المصادر أن وسطاء مكاتب السوق السوداء في سوريا كانوا يحصلون على كميات كبيرة من الدولار بشكل يومي من الأسواق اللبنانية، الأمر الذي جعلهم يستمرون في القدرة على تأمين الدولار لسنوات عديدة.
بينت أن الجهات الرسمية في سوريا ورغم علمها أن حصول السوق السوداء على الدولار بشكل مستمر يسبب مشكلات اقتصادية ويؤثر على قيمة الليرة السورية أمام الدولار، إلا أنها كانت تغض الطرف عن دخول الدولار إلى البلاد.
أرجعت المصادر ذلك إلى أن القائمين على إدخال الدولار إلى البلاد هم شخصيات نافذة تابعة للمكتب الاقتصادي في القصر بدمشق ويملكون صلاحيات واسعة ليس بمقدور أي جهة أن تقف في وجهها وتمنعها عن إدخال الدولارات إلى سوريا.
وفق خبير اقتصادي من دمشق تحدث إلى موقع إعلامي سوري فإن الأسوأ لم يأتِ بعد، منوه أن استمرار عدم توفر الدولار في الأسواق السورية سيكون له تبعات وتأثيرات سلبية كبيرة في الفترة القريبة المقبلة.
أوضح الخبير أن استمرار النقص الحاد في الدولار والقطع الأجنبي في سوريا سيؤدي إلى تحولات جذرية في مسار سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار في المدى المنظور، بالإضافة إلى موجة ارتفاع كبيرة في أسعار مختلف المواد والسلع والبضائع في البلاد.
ختم الخبير حديثه منوه أنه في ضوء ما سبق من المرجح أن نشهد الليرة السورية انخفاض دراماتيكي كبير في قيمتها وسعر صرفها أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات العربية والأجنبية.