بدأ موسم جني مياسم زهرة الزعفران في ريف طرطوس والذي يستمر حتى نهاية تشرين الثاني الحالي، في الوقت الذي تركز فيه مواقع التواصل الاجتماعي بوصلتها على نجاح زراعة الزعفـران الذي يلقّب بالذهب الأحمر للجدوى الاقتصادية الكبيرة منه، إذ يصل سعر الكيلو الواحد منه عالمي لـ 1500 دولار.
قال رئيس اتحاد فلاحي طرطوس فؤاد علوش إنه تم إدخال زراعة الزعفران إلى طرطوس منذ ثلاثة أعوام، عن طريق الاتحاد العام للفلاحين ووزارة الزراعة اللذين روج وشجع على هذه الزراعة.
أضاف أن مكتب التعاونيات الإنتاجية في اتحاد الفلاحين أحدث جمعيات متخصصة بزراعة الزعفران وتم توزيع بصيلات الزعفـران على أعضاء الجمعية مجاناً للمرة الأولى، باعتبار أن البصيلات تفرخ في التربة، فكل بصلة تصبح 7-8 بصيلات.
بين علوش أن أي مزارع يستطيع الانتساب إلى الجمعية المختصة بزراعة الزعفران على أن يكون لديه بيان مساحة وبيان قيد عقاري، كما أكد علوش نجاح تجربة زراعة الزعفران في طرطوس، خاصة في قريتي بيت يوسف وتلة، حيث يقوم المزارعون حالياً بقطاف مياسم زهرة الزعفران.
حول المساحات المزروعة بالزعفران أكد علوش أن المساحة لا تزال صغيرة باعتبار أن هذه الزراعة لا تزال حديثة العهد، لكن مع نجاح زراعتها بإنتاجية عالية ومردود اقتصادي جيد، سيقبل المزارعون عليها وسوف تنتشر زراعتها على مساحات كبيرة.
بين علوش أن سعر كيلو الزعفران مرتفع جداً ويباع بالغرامات، لكن بالمقابل زراعته تتطلب جهداً كبيراً للحصول على إنتاج بتمتع بجودة عالية، مشيراً إلى أنه على سبيل المثال قطف مياسم زهرة الزعفـران يحتاج إلى أيدي عاملة لعدم إمكانية استخدام الآلة فيها.
من مزايا زراعة الزعفران، أنه يمكن زراعته بعل ولا ضرورة لسقيه طوال فترة نموه التي تبدأ وتنتهي خلال الأشهر الماطرة، بحسب علوش، حيث حسب علوش منذ 5 سنوات بدأت زراعة الزعفران في سوريا وقد أثبتت نجاحها في أكثر من منطقة، مدلل بنجاح زراعتها في ريف دمشق أيضاً.
تمت تجربة زراعة الزعفـران في طرطوس، استناداً إلى أن جبال الساحل السوري مناسبة جداً لزراعته من حيث المناخ والارتفاع والأمطار، وبالفعل نجحت هذه الزراعة وبدأ هذا العام جني مياسم زهرة الزعفران.
عملية جني المحصول حساسة جداً تبدأ مع إزهار النبات في تشرين الثاني حيث يستمر الإزهار 15 يوم ومن ثم يتم قطف الأزهار يدوي في الصباح للحفاظ على أعلى تركيز للمواد الفعالة الموجودة في المياسم ومن ثم توضع الأزهار في مكان جاف ونظيف ويتم فصل المياسم حمراء اللون عن الشوائب والجزء الأصفر من الزهرة ومن ثم تجفيف المياسم بمكان مفتوح وجاف بعيداً عن أشعة الشمس من 3 إلى 5 أيام ومن ثم تعليبها وتغليفها بشكل جاهز للتسويق.
ختاماً تأتي إيران في المرتبة الأولى عالمياً بإنتاج الزعفران الذي يعد من أغلى التوابل في العالم والأكثر طلب، حيث يصل إنتاجها السنوي إلى نحو 250 طن سنوي، وتليها اليونان التي وصل إنتاجها إلى نحو 6 أطنان، فيما يبلغ إنتاج أفغانستان 3 أطنان، والمغرب والهند طنين لكل منهما.