شهد سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات العربية والأجنبية خلال الأسبوعين الماضيين تقلبات كبيرة مع وصول قيادة جديدة إلى رأس السلطة في سوريا وسقوط النظام السابق الذي كان يدير الاقتصاد السوري بعقلية رجعية تعتمد على القوة.
بحسب محللين وخبراء في مجال الاقتصاد فإن السعر الرسمي لصرف الدولار مقابل الليرة السورية في نشرات مصرف سوريا المركزي خلال 72 ساعة الماضية يعتبر سعر مفاجيء، لاسيما أنه سعر يساوي سعر الصرف في السوق السوداء، حيث لفت المحللون إلى أن السوريين وطيلة السنوات الماضية اعتادوا على أن يكون سعر الدولار في المصرف المركزي أقل من سعر الصرف في السوق السوداء، حيث يحدد المركزي سعر الصرف وهمي بما يمكنه من المناورة للاستحواذ على أموال السوريين بطريقة غير مباشرة، لاسيما أن التعامل بالدولار ممنوع ويعرض من يتعامل به للمساءلة القانونية.
أشار الخبراء إلى مصرف سوريا المركزي بدأ يتبع آلية جديدة لتحديد سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية في النشرات الرسمية، حيث تتمثل الآلية الجديدة بتحديد سعر الصرف وفقاً لسعر الصرف المتداول في السوق السوداء، كما نوهوا إلى أن هذه الخطوة تعتبر خطوة تنم عن أن من يستلم دفة إدارة ملف الاقتصاد في سوريا حالياً يعي تماماً ما يفعل، حيث أن المصرف المركزي هو من يتوجب عليه أن يتبع سعر الصرف في السوق السوداء وليس العكس.
أفاد الخبراء إلى أن مصرف سوريا المركزي ومن خلال الآلية الجديدة المتبعة سيحصل على ملايين الدولارات التي سترفد خزينته عبر الحوالات المالية التي سيفضل السوريون إرسالها عبر القنوات الرسمية، لاسيما أن السعر في لدى القنوات الرسمية هو نفس السعر في السوق السوداء.
أضافوا أنه مع مرور الوقت ومع تنامي حجم الدولار والقطع الأجنبي لدى خزائن مصرف سوريا المركزي من الممكن حينها أن يصبح المصرف المركزي حول المتحكم الأول بتحديد سعر صرف الدولار في البلاد.
ختاماً أكد الخبراء على أن الجهة التي تمتلك الدولار وتضع سعر ثابت له سواءً للمبيع أو الشراء، هي الجهة التي ستتحكم بتحديد سعر الصرف مستقبلاً في سوريا، وفيما يبدو يتجه مصرف سوريا المركزي للاستلام زمام المبادرة من خلال الآلية الجديدة التي بدأ يتبعها بتحديد سعر صرف للدولار مشابه لسعر الصرف المتداول في السوق السوداء.
