بعد أكثر من 13 عامًا من اندلاع الثورة السورية في مارس 2011، كان آخرها إعلان تحرير سوريا من نظام بشار الأسد المدعوم من إيران وروسيا في الثامن من الشهر الجاري (12) يمثل هذا الحدث نقطة تحول في خارطة الشرق الأوسط السياسية والعسكرية، ليس فقط على صعيد الداخل السوري بل على الصعيد العالمي كاملاً.
الثورة السورية وسياق التحرير الكامل لسورية
تطور الثورة السورية من الاحتجاجات إلى التحرير، حيث اندلعت الثورة السورية في مارس 2011 في سياق موجة الربيع العربي التي اجتاحت المنطقة، كما كانت الاحتجاجات في بدايتها سلمية تطالب بإصلاحات سياسية وحقوق مدنية، لكن النظام السوري واجهها بالقمع العنيف، ما أدى إلى عسكرة الثورة وجائت ثورتنا عبر مراحل وهي:
- المراحل الأولى (2011-2012): قوبلت الاحتجاجات بقمع واسع واعتقالات جماعية، في الوقت نفسه بدأت بعض المناطق مثل حمص ودرعا تتخذ طابع أكثر استقلالية.
- تحول الصراع إلى إقليمي (2013-2016): انخرطت قوى دولية وإقليمية في الحرب السورية، إيران دعمت النظام عبر الحرس الثوري وميليشيات شيعية، بينما دعمت دول إقليمية مثل تركيا ودول الخليج المعارضة.
- صعود القوى الجهادية (2014-2018): أدى الفراغ الأمني إلى صعود تنظيمات متطرفة مثل داعـش، مما أضعف المعارضة المعتدلة وأعطى ذريعة للنظام وحلفائه لتكثيف القصف.
- نحو التحرير (2019-2024): مع تزايد الضغوط الدولية على روسيا وإيران وتراجع الدعم الشعبي للنظام، تمكنت المعارضة من استعادة المبادرة، خاصة بدعم من تحالفات إقليمية جديدة وتغييرات استراتيجية في تكتيكاتها.
أسباب انتصار الثورة السورية
- التحول في الموقف الدولي: تصاعدت عزلة نظام الأسد مع العقوبات الدولية وتزايد الجرائم الموثقة ضده.
- الصمود الشعبي: بالرغم من الكوارث الإنسانية، حافظ السوريون على إيمانهم بالثورة وأعادوا تنظيم صفوفهم سياسي وعسكري.
- الدعم الإقليمي والدولي: دعمت بعض القوى الدولية مثل تركيا وجماعات المعارضة المسلحة بشكل مباشر، بينما ساهمت العقوبات على إيران وروسيا في تقليص قدرتهما على دعم النظام.
انعكاسات التحرير السوري على الحرب في اليمن
ازاحة نظام الأسد وعصاباته عن السلطة سيساهم فس تقويض النفوذ الإيراني، حيث أن إيران اعتمدت على نفوذها في سوريا كقاعدة لتوسيع هيمنتها الإقليمية، حيث أن تحرير سوريا يمثل ضربة استراتيجية كبيرة لطهران، إذ أنه فقدت نقطة ارتكاز إقليمية، أيضاً انهيار الرواية الدعائية التي كانت إيران تروج لشرعية تدخلها في سوريا بحجة محاربة الإرهاب، حيث أن تحرير سوريا من النظام ينزع عنها هذه الذريعة ويضعف قدرتها على التوسع الإقليمي.
التأثير على المشهد السياسي في اليمن
قد يدفع تحرير سوريا الحوثيين إلى مراجعة موقفهم والقبول بتسوية سياسية شاملة، حيث أن تراجع الدعم الخارجي للحوثيين قد يؤدي إلى انقسامات داخلية بينهم، خاصة مع تزايد الضغوط العسكرية والدبلوماسية عليهم.
ختاماً من دليلك نيوز الإخباري نوضح أن تحرير سوريا ليس فقط انتصار للشعب السوري، بل حدث تاريخي يعيد صياغة التوازنات الإقليمية والدولية، يظهر انعكاساته على اليمن والصراعات الأخرى تعزز الأمل في إمكانية تحقيق استقرار مستدام في المنطقة، بشرط استمرار التنسيق الدولي والإقليمي لإضعاف مشاريع الهيمنة الإيرانية ودعم الشعوب الساعية للحرية والكرامة.