لا نعنع ولا بقدونس ولا الأخضر هذه المصطلحات لم تعد موجودة لا في الأسواق السورية، ولا عبر الهاتف بل في سوق الشعلان بدمشق لوحده أكثر من أربعة إعلانات صريحة على واجهات المحال التجارية لتصريف العملة، في جولة لمراسل محلي في أحد المحال التجارية لبيع الموبايلات تسأله كم سعر الأخضر اليوم، يرد عليك بكل ثقة وقوة دولار ودولاااار وليس أخضر، ويطلب منك أن تقول دولار من دون خوف أو تردد.
عند سؤاله عن سعر التصريف يقول أنه يشتري الدولار بسعر الصرف 14800 ليرة لكل دولار، وهذا السعر الآن وليس بعد ساعة ، ويقول إن السعر في انخفاض يومي.
السوريون في الشوارع يستغربون بين يوم وليلة انتشر بيع الدولار في الأسواق من دون المصطلحات التي اعتاد عليها السوري لا نعنع ولا بقدونس ولا أخضر بل دولار ويورو بكل قوة و ثقة.
حتى الأمس القريب كان القانون السوري يجرم التعامل بغير الليرة ويفرض غرامات وعقوبات قاسية تصل إلى السجن سبع سنوات لمن يتعامل بالدولار أوالعملات الأجنبية.، حيث عاش السوريون منذ عام 2011 تحت حكم نظام الأسد الفاسد كابوس منع التعامل بالعملات الأجنبية.
كان التجار وقتها يخافون من ترك الدفاتر أو الحسابات التي تشير إلى استخدام الدولار في سورية، وعند مسك أحد التجار والنبش في سجلاته وحساباته يكون جميع التجار المتعاملين معه مطلوبين للتحقيق ولدفع الغرامات والتسويات .
في يوم 8 ديسبمر عند أعلنت إدارة العمليات العسكرية دخول دمشق و تحريرها من نظام الأسد ، سجل سعر الصرف في السوق الموازية مستوى قياسيا بلغ ثلاثين ألف ليرة في مقابل الدولار، بعدما كان ثابتا لأشهر عند 15 ألف ليرة.
ختاماً السوريون يتخلصون اليوم من كابوس الدولار والتعامل به، ومع ترك الحرية في تداوله ينخفض سعر الصرف بشكل يومي، وانخفض سعره في السوق من 30 ألف ليرة إلى نحو 14 ألف بحسب إغلاق سعر الصرف يوم أمس الثلاثاء 17 ديسمبر.