في الطريق من بيروت إلى دمشق أوقفت نقطة العبور السورية بعض السيارات من دون أن تجري تفتيش للسيارة مكتفين برؤية الهويات أو جوازات السفر مع ابتسامة لطيفة وترحيب كبير بالعودة إلى البلاد بعد إسقاط النظام وخلاص السوريين (حسب شهادة مراسلون محليون سوريون).
أكملت السيارة مسيرها باتجاه ريف دمشق مع المرور على بعض الحواجز من دون أي توقف أو تفتيش أو رؤية هويات، في واقع يراه السوريون جديد وممتاز بما يخص ضياع أيامهم خلال الـ14 سنة الماضية على الحواجز العسكرية التي كان النظام السوري يقطع بها أوصال البلد.
كان أكثر ما يعاني منه السوريون في مناطق سيطرة النظام من الحواجز العسكرية الدائمة أو المؤقتة الطيارة بسبب ما تشكله من خوف وقلق دائمين بالنسبة للمواطنين الذين كانوا يصطفون لساعات، مع ما يقومون به من اعتقالات واعتداءات وإساءات والحصول على إتاوات ورشاوى على معظم السيارات وخصوص التي فيها بضاعة ما يتسبب بزيادة أسعار السلع.
مع سقوط النظام السوري لم يتبق هناك أي حواجز عسكرية بالمعنى السابق سوى تلك التي وضعتها إدارة العمليات العسكرية بالاتفاق مع حكومة تصريف الأعمال على مداخل دمشق ومداخل المدن في الريف المحيط بالعاصمة.
قال الضابط مصطفى لموقع تلفزيون محلي أن الوضع العام جيد، لكن يجب الاستعانة بجميع فصائل الثوار لضبط الأمن حالياً، ريثما يتم رفد قوات الأمن والشرطة بعناصر تكفي جميع المحافظات السورية، وبالأخص دمشق وحلب، درتا سوريا.
ألمح إلى أن القيادة العسكرية الجديدة لهذه البلد، لا شك لديها اطلاع كامل على الأوضاع الأمنية، ولكن من الأفضل التشديد حالياً، خصوصاً في أيام الجمع مع تجمهر الناس في الساحات الكبرى مثل الأمويين والعباسيين والجامع الأموي، وكذلك الحال في حلب عند القلعة وساحة سعد الله الجابري، وبقية المحافظات السورية.
يرى آخرون ممن استطلع تلفزيون سوريا آراءهم أن الحالة بشكل عام جيدة، ولكن لسنا ضد تفتيش السيارات ومراقبة حركة الدخول والخروج بما يناسب الوضع الجديد حتى يتم القبض على كافة من تلطخت أيديهم بالدماء وتسببوا باختفاء مئات الآلاف وتهجير نصف الشعب إلى خارج سوريا.
حذروا من خطر الخلايا النائمة للنظام ومن الأشخاص الذين قد يحتفظون بأسلحة غير مرخصة. لهذا، يرى بعضهم أنه يجب تشديد الإجراءات الأمنية بدرجات أعلى لضمان الاستقرار وحماية المناطق من أية تهديدات قد تنجم عن هذه الخلايا أو الأشخاص الذين قد يسعون إلى الانتقام أو خلق الفوضى.
ختاماً من موقع دليلك نيوز الإخباري حسب سكان محليين أنه هنالك خوف من الانتقاميين من الموالين للنظام المخلوع، حيث أنه هناك خشية من قيام مجموعات متبقية من النظام أو من مواليه بالقيام بأعمال انتقامية واتهام الحكومة الجديدة، كما حصل في مناطق ذات اختلاط طائفي وهي محدودة إلى الآن، كما أضاف بعض السوريون أنه لا يمكن أن تهدأ سوريا وتحصل على الاستقرار المطلوب من دون أن يحصل ذوو الضحايا على حقوقهم وفي المقدمة ذوو الشهداء والجرحى والمفقودين من ثم تليها مصالحة وطنية شاملة.