يترقب السوريون بفارغ الصبر ما ستؤول إليه الأوضاع على الصعيد الاقتصادي في البلاد بعد وصول سلطة جديدة إلى الحكم في سوريا، وذلك بعد أن عانى الشعب السوري على مدار عقود من الزمن من وضع اقتصادي ومعيشي صعب للغاية، حيث ضمن هذا السياق قدم العديد من المحللين في مجال الاقتصاد مقترحات جديدة للنهوض بالاقتصاد السوري واستعادة قيمة العملة المحلية، من أهمها تعويم الليرة السورية وحذف صفر.
أشار الخبراء أن تعويم الليرة السورية يعني ترك قوى العرض والطلب على الدولار في السوق هي التي تحدد القيمة الحقيقية لليرة أمام الدولار، كما أضافوا بأن القيمة الحقيقية لسعر صرف الليرة السورية أمام الدولار يمكن أن تحدد عبر تحديد سعر التوازن الحسابي الحقيقي بين العرض والطلب في السوق.
لفت الخبراء أن المضي قدم في تعويم الليرة السورية وحذف صفر من العملة المحلية يتوقف على مدى قدرة مصرف سوريا المركزي على تأمين الذهب أو الدولار لتغطية التعويم، كما نوهوا إلى أن مصرف سوريا المركزي في حال تمكن من تأمين مخزون من الذهب أو الدولار، فإنه في ذلك الوقت يصبح قادراً على التدخل بشكل مباشر لإدارة عملية تعويم الليرة السورية والسيطرة على السوق.
أفادوا بأن المصرف المركزي السوري في الوقت الحالي لا يوجد فيه أموال إلا بالليرة السورية، حيث أكد حاكم مصرف سوريا المركزي عدم وجود أي مخزون أو احتياطي من الذهب أو الدولار.
أشار الخبراء إلى أن مصرف سوريا المركزي بإمكانه الحصول على تمويل ودعم وتأمين الدولار أو الذهب من عدة مصادر، حيث من الممكن أن تتبرع بعض البلدان لإعادة تأهيل المصرف ورفد خزينته بما يلزم لإدارة مرحلة نهوض الاقتصاد السوري.
بحسب الخبراء فإن ترميم خزينة مصرف سوريا المركزي ستجعل المصرف قادر على إدارة عملية تعويم الليرة السورية، حيث سيصبح بإمكانه التدخل لسحب فائض السيولة النقدية المتداولة بالليرة السورية من الأسواق بالمقارنة بكمية الدولار المعروض للبيع.
ختاماً أكد الخبراء على أن تدخل مصرف سوريا المركزي لسحب فائض السيولة النقدية المتداولة بالعملة المحلية من السوق مقارنةً بكمية الدولار المعروض للبيع يضمن عدم انخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار، ختم الخبراء حديثهم بالتأكيد على أن التوجه نحو تعويم الليرة السورية وحذف صفر يعني عدم وجود سعر صرف وهمي في الأسواق، وبالتالي سيصبح سعر الصرف موحد في كافة المحافظات في البلاد.