مع تغير السلطة الحاكمة في دمشق، وجد الإعلام السوري الرسمي نفسه مربكا في التعاطي مع الأحداث المتلاحقة، لكنه سرعان ما نزع عباءة النظام الذي قمعه لعقود وتلوّن بألوان علم الاستقلال ذي النجوم الثلاث الذي تتخذه المعارضة شعار.
حيث أنه خلال عقود قيد حزب البعث ومن خلفه عائلة الأسد الحريات كافة في البلاد والتي من بينها حرية الإعلام والتعبير، وخلال سنوات النزاع، حول النظام الإعلام إلى أداة لترويج سردياته، وفرض قيود على عمل الصحافيين المستقلين وحد من دخول الصحافيين الأجانب، منذ العام 2020 توقف إصدار الصحف الورقية تماماً في البلاد.
ولكن في اليوم المنشود الذي تم إعلان تحرير سورية من براثن الطغاه نشرت وكالة سانا صورة جديدة لحسابها على تلغرام، يغلب عليها اللون الأخضر والنجمات الثلاث إعلان للبداية الجديدة، ثم استأنفت نشر الأخبار نقلاً عن إدارة العمليات العسكرية والوزارات، كما سارع إعلاميون يعملون في وسائل حكومية وخاصة إلى تبديل صورهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، وحذف كل ما من شأنه أن يثبت تورطهم بعلاقة مع النظام السابق، كما بادرت صحيفة الوطن الخاصة القريبة من السلطات والتي تمتعت بهامش نقد نسبي مقارنة بوسائل الإعلام الأخرى منذ تأسيسها عام 2006، صبيحة سقوط النظام، إلى الإعلان عن أن الإعلام السوري والإعلاميين لا ذنب لهم.
ختاماً بعد هذه الأفراح قال مدير مكتب دمشق لرابطة الصحافيين السوريين بسام سفر بكل ود وصراحة ومحبة لا يمكن محاسبة أي إعلامي إلا إذا ثبت أنه مشارك في الدم، وهذه قضية لا يمكن غفرانها وهو مطلوب للعدالة، كما أضاف علينا أن نسعى إلى مصالحة الإعلاميين باتجاه تأسيس حالة إعلامية جديدة تعتمد على الحرية وشرعة حقوق الإنسان.