كتب الخبير الاقتصادي أنس فيومي:
أبدؤوا البناء على أرض صلبة، قيادة لعمليات مصرف سورية المركزي، وزارة المالية.... اسمحوا لي بكل احترام أن أبدي ملاحظات بنيتها اليوم على أرض الواقع ... قد أتفهم جيداً ما قامت به القيادة حول موضوع حرية التداول والتعامل بالعملات الأجنبية ... قد أتفهم جيداً الانفلات الذي جرى نتيجة كبت عشرات السنين حتى من نطق كلمة دولار ... قد أتفهم أن هناك سياسة نقدية أتوقعها من قبلكم لحماية رصيد الدولة وأرصدة المواطنين ... قد أتفهم أن الدخول للسوق الحر يتطلب هذه الحرية ... لكن الذي لا أتفهمه أبداً الخلط بين حرية التداول وحرية الصرافة ... التداول يكون بوسيط لسلعة معينة ممكن استخدام النقد الأجنبي فيها ... أما أن تكون الصرافة بهذه الطريقة المنتشرة بشوارعنا فهذا غير مقبول ابداً ...
جولة قصيرة من باب مصرف سورية المركزي ... ( أي نعم صدقوا مصرف سورية المركزي صاحب العصاية السابقة ) ... مروراً حول الساحة باتجاه شارع ٢٩ أيار وصولاً لساحة المحافظة ... وأمام كل باب مصرف عام وخاص في هذا الشارع ... أطفال وشباب وكبار أمام علب كرتون وجوالين بالصندل والشحاطة وملابس مهترئة ... عربات هوندايات وغيرها من مظاهر ليست جيدة ... ينادون ...
بصرف النظر عن العملة السورية المتداولة حالياً أو ربما التي تشتغلون عليها ضمن مشروع الهوية البصرية ( التي أرجو أن تكون بعيدة عن وجود أشخاص أو دلالات أو رموز ... أن تكون الهوية البصرية سورية صرفة ... بملامح وطنية تاريخية تبرز أصالة وحضارة أمتنا السورية ) ...
أقول بصرف النظر ... يبقى النقد الحالي هو نقد له قيمة عند المواطنين ... وحري بنا حماية تداوله والتعامل به إلى حين ظهور المشروع اللاحق إلى النور ... أما أن يكون بطريقة ممتهنة وخطرة وغير آمنة عبر أشخاص جوالين وغير مضمونين ... فهذا غير مقبول أبداً ...
المقترح ...
أرجو حصر موضوع الصرافة وحريتها في المصارف العامة والخاصة ولدى مكاتب الصيرفة والتحويل فقط ... لضمان التعامل بهذه المهنة الخطرة ... أما أن يصبح الخضرجي واللحام وبسطات الدخان والقهوة ... صرافة ؟؟؟
كل ما سبق أتحدث عن الصيرفة لا عن التداول ... فمن حق أصحاب المهن والمحلات أن يشيروا إلى إمكانية قبول العملات الأجنبية بعمليات الشراء فقط ... الوضع خطر ... ينذر بعمليات نصب ... تزوير ... سلب إذا ما استمر بطريقة صراف صراف ...
