يتساءل الكثير من السوريين فيما إذا كانت الليرة السورية مقبلة على تسجيل ارتفاع قياسي كبير بقيمتها أمام الدولار الأمريكي خلال شهر رمضان، وذلك قياس بالسنوات الماضية، حيث كان تضاعف كمية الحوالات الخارجية بمناسبة شهر رمضان ترتفع من قيمة الليرة السورية.
بحسب خبراء في مجال الاقتصاد، فإن الليرة السورية من الممكن أن تشهد ارتفاع قياسي في قيمتها بشكل حقيقي في حال اتخذ مصرف سوريا المركزي إجراءات جديدة تخص سعر صرف الدولار الرسمي في البلاد، حيث أنه من ضمن الخبراء الذين أشاروا إلى ذلك، الخبير الاقتصادي جورج خزام الذي تحدث في منشور سابق عن إمكانية ارتفاع قيمة الليرة السورية، متسائلاً بالقول: لماذا في شهر رمضان المبارك يجب أن يكون سعر شراء الدولار بالمصرف المركزي أقل ـ 100 ليرة سورية عن سعر شراء الدولار بالسوق الموازية..؟.
أوضح بالقول: إن فارق 100 ليرة سورية لسعر تصريف الحوالات لن يكون سبب كافي لتوجه الحوالات الخارجية من المصرف المركزي إلى السوق الموازية، وعليه لن تنخفض كمية الحوالات الخارجية بالدولار للمركزي، لفت إلى أن اتخاذ هذه الخطوة من قبل مصرف سوريا المركزي من شأنها أن تؤدي إلى تراجع عدد المواطنين المتوجهين للمركزي لتصريف الدولار وتفضيل التصريف في السوق الموازية ومعه زيادة العرض من الدولار وانخفاض سعره.
أشار إلى أنه عند انخفاض سعر صرف الدولار في السوق الموازية سوف يقوم المصرف المركزي كذلك بتخفيض سعره ليحافظ على فرق 100 ليرة سورية، ومعه شراء كمية أكبر من الدولار بسعر أقل بالليرة السورية، كما أفاد الخبير الاقتصادي بأن الجهة التي تقوم بتحديد سعر صرف الدولار هي السوق الموازية وليس المصرف المركزي الذي يعتبر تابع بالتسعير، ولذلك فإن تخفيض سعر صرف الدولار يجب أن يبدأ بزيادة العرض في السوق الموازية وليس من المصرف المركزي.
يأتي ما سبق في ظل توقعات بأن ينخفض حجم الحوالات الخارجية التي تصل إلى سوريا خلال شهر رمضان 2025 بالمقارنة مع الأعوام الماضية، وذلك لعدة اعتبارات من أهمها انخفاض سعر صرف دولار الحوالات بشكل كبير وتحكم الصرافين على البسطات بسعر الصرف عند تسليم الحوالات المالية للمستفيدين.
تقدر كمية الحوالات المالية التي تصل إلى سوريا يومياً خلال شهر رمضان بنحو 8 ملايين دولار أمريكي، حيث تنخفض الكمية خارج هذا الشهر وتقدر بحوالي 2 مليون دولار يومياً، وذلك وفق تقديرات خبراء الاقتصاد، حيث لا توجد إحصائيات أو بيانات رسمية.