تشهد العاصمة دمشق انتشار كبير ومتزايد لبسطات البالة (الألبسة الأوروبية المستعملة) لا سيما في البرامكة والفحامة ومزة شيخ سعد وشارع الثورة والشاغور، حيث تبدأ أسعار ملابس البالة للأطفال من 2000 ل.س للقطعة، بينما أسعار الملابس المخصصة لفئة الشباب أو الفتيات تبدأ من 10 آلاف ل.س، وتتفاوت الأسعار بين بسطة وأخرى بحسب جودة كل قطعة، بحسب ما رصدناه.
تعتبر ملابس البالة ملجأ العديد من الناس خاصة في الفترة الحالية نظراً لرخص أسعارها مقارنة مع أسعار الملابس الجديدة، وسط ظروف معيشية صعبة يعانيها السوريين.
اللافت أن أسعار البالة باتت أرخص من العام الفائت، أي أن أسعارها انخفضت منذ سقوط النظام، إذ كانت سابقاً أسعارها أحياناً تعادل الجديد، ويتنافس التجار وأصحاب البسطات بتكسير الأسعار، بسبب فيض البضاعة وسط تساؤل من الناس عن سبب ذلك.
في السياق، قال أمين سر جمعية حماية المستهلك في دمشق عبد الرزاق حبزة: موضوع ألبسة البالة شائك جداً، منذ فترة حكم النظام السابق باعتبار من كان يستوردها هي بعض الجهات التي لها صلة مع السلطة، وكانت أسعارها مرتفعة في بعض الأحيان وتوازي الملابس الجديدة، بسبب دفع الإتاوات، حيث لفت إلى أن كميات كبيرة بدأت تدخل من ملابس البالة بمختلف الأصناف (الشتوية، الصيفية)، نتيجة التغيرات الحاصلة بعد سقوط النظام، وتكفي لفترات زمنية طويلة.
تابع حبزة: الملابس تدخل بشكل عشوائي وفوضوي عبر الحدود المفتوحة، مثلها مثل المنتجات الغذائية والمحروقات (البنزين، المازوت، الغاز)، ولا يمكن معرفة مصدرها بشكل دقيق، مشير إلى أن عدم وضع رسوم جمركية عليها يحرم الخزينة من إيراداتها.
أشار إلى أن انخفاض أسعارها يرجع إلى عدم دفع الإتاوات، وانخفاض سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، حيث أنه بحسب أمين سر جمعية حماية المستهلك في دمشق عبد الرزاق حبزة فإن الوضع الحالي لن يستمر لفترة زمنية طويلة وسيتم وضع ضوابط على ألبسة البالة، مثل أن تخضع للتفتيش الصحي، وتحدد رسوم جمركية منخفضة عليها، لكي لا ترتفع أسعارها وينعكس ذلك سلباً على المواطن.