كشفت مصادر مقربة من مركز صناعة القرار في مصرف سوريا المركزي عن إجراءات وقرارات مهمة يدرس المصرف المركزي اتخاذها خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى أن الإجراءات والقرارات ستقلب الموازين وتغيير المعادلة الاقتصادية في سوريا بالكامل.
أوضحت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن من بين تلك القرارات والإجراءات التي يدرس مصرف سورية المركزي اتخاذه في الفترة القريبة القادمة، هو قرار ينتظره السوريون ويطالبون به يومياً، كما بينت أن القرار يتمثل في تغيير العملة السورية واستبدالها بأوراق نقدية جديدة، منوهة أن المصرف المركزي ينتظر الوقت المناسب وأن تتهيأ الظروف الملائمة لتكون الخطوة ناجحة بمختلف المقاييس.
أشارت إلى أن مصرف سوريا المركزي بعد زيادة قوة الصرافين والمضاربين على الليرة السورية وجد نفسه مضطراً لاتخاذ قرار تغيير العملة السورية في وقت مبكر، حيث كانت الفكرة مطروحة وموضوعة ضمن الخطط لكن بعد سنة أو سنتين حتى يستقر الوضع الاقتصادي في البلاد.
أضافت أن القائمين على المصرف المركزي والملف الاقتصادي في سوريا حالياً ومع زيادة قوة المضاربين على الليرة السورية أمام عدم قدرة المصرف على اتخاذ قرارات تحد من تأثيرات ممارساتهم، وجدوا أنفسهم مضطرين لاتخاذ قرار تغيير العملة في أسرع وقت ممكن.
أفادت أن القائمين على مصرف سورية المركزي أدركوا بأن قرار تغيير العملة أصبح ضرورة ملحة من أجل القدر على سحب الأموال من الصرافين والمضاربين الذين يتحكمون بسعر صرف الدولار أمام الليرة السورية في السوق الموازية.
نوهت المصادر إلى أن إصدار عملة سورية بطبعة جديدة من شأنها أن يجعل مصرف سورية المركزي ملك السوق وأن يسحب البساط من تحت الصرافين والمضاربين على الليرة السورية، وذلك نظراً لأن السيولة النقدية ستضخ عن طريقه فقط وبكميات يحتاجها السوق ولا تتيح المجال أمام المضاربين على جمعها بهدف المضاربة، بحسب المصادر فإن تقلبات سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية ستبقى موجودة حتى البدء بتغيير العملة السورية، حيث لا يوجد خيارات أمام المركزي سوى خيار تبديل العملة بعد دراسة كافة الخيارات المتاحة، وفق المصادر.
يأتي ذلك في الوقت الذي وصل فيه سعر صرف الدولار في السوق الموازية اليوم إلى حدود الـ 10100 ليرة سورية للدولار، بينما يصل سعر صرف الدولار في النشرة الرسمية الصادرة عن مصرف سورية المركزي اليوم إلى حدود الـ 13200 ليرة سورية لكل دولار.
