خالفت الليرة السورية جميع التوقعات وسجلا سعراً مفاجئاً مقابل الدولار الأمريكي وبقية العملات العربية والأجنبية خلال تعاملات الفترة المسائية هذا اليوم، حيث كانت التوقعات تشير إلى استمرار تحسنها أمام الدولار خلال تعاملات هذا الأسبوع.
توقع العديد من خبراء الاقتصاد مع الحديث عن رفع العقوبات الأوروبية عن سوريا اليوم أن تشهد الليرة السورية ارتفاع قياسي في قيمتها أمام الدولار، لكنها تراجعت بشكل ملحوظ خلال الساعات القليلة الماضية، حيث بلغ سعر صرف الدولار الأمريكي في تعاملات السوق الموازية مساء اليوم أرقام أعلى من عتبة الـ 9500 ليرة سورية لكل دولار أمريكي واحد في أسواق العاصمة دمشق وأسواق مدينة حلب، كما سجلت الليرة السورية أرقاماً بين حدود الـ 9800 ليرة سورية ومستويات الـ 10.000 ليرة سورية للدولار الأمريكي الواحد في أسواق المناطق الشرقية والشمالية من البلاد، لاسيما في أسواق الحسكة وإدلب مساء هذا اليوم.
كانت شركات الصرافة عبر الصرافين والمضاربين على العملة السورية قد روجوا لارتفاع قيمة الليرة السورية بشكل كبير اليوم، حيث نشروا شائعات بأن سعر صرف الدولار قد يصل لمستويات الـ 5000 ليرة سورية للدولار مع رفع العقوبات الأوروبية عن سوريا، جاء ذلك مع تحذيرات أطلقها عدد من خبراء الاقتصاد بعدم الانجرار وراء تلك الشائعات التي تتحدث عن ارتفاع كبير قادم بقيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي، منوهين أن هدف الصرافين والمضاربين هو جعل الناس يصرفون دولاراتهم إلى جانب إحداث تقلبات سريعة في سعر الصرف يستفيدون منها في تحقيق أرباح مالية كبيرة وسريعة خلال فترة زمنية قصيرة.
يرى معظم الخبراء أن السعر المتداول في السوق الموازية خلال الفترة الحالية هو عبارة عن سعر وهمي، مشيرين إلى أن سعر صرف الدولار الواقعي والمنطقي في سوريا اليوم يجب أن لا يقل عن مستويات الـ 15.000 ليرة سورية لكل دولار، كما يقف معظم السوريون حائرين بالنسبة لمدخراتهم المالية، حيث يرى قسم منهم بأن الاحتفاظ بالدولار الأمريكي يبقى الخيار الأمثل، لكن الدولار يبقى دولار مهما حدث من تقلبات في سعر الصرف.
في حين يرى آخرون أن استمرار تحسن قيمة الليرة السورية يشكل فرصة ذهبية لهم، لاسيما إذا ارتفعت قيمتها بشكل كبير في الفترة المقبلة، لذلك يفضلون شراء الليرة السورية والتخلي عن الدولار.