يشير خبراء الاقتصاد إلى أن ما يجري في الأسواق السورية في الفترة الحالية يمكن وصفه بأنه مواجهة قوية بين مصرف سوريا المركزي والصرافين، وذلك وسط تساؤلات عديدة حول الجهة التي ستخرج منتصرة من هذه المواجهة في قادم الأيام، حيث أنه وبحسب الخبراء فإن الصرافين في الفترة الحالية قادرين على إحداث تقلبات كبيرة في سعر صرف الدولار أمام الدولار في السوق السوداء أكثر من قدرة مصرف سوريا المركزي على التحكم بسعر الصرف ولو جزئياً.
أوضح الخبراء أن مصرف سوريا المركزي لديه أسلوب واحد وخطة واحدة فقط قادر على تنفيذها، وتتمثل باحتباس السيولة النقدية من الليرة السورية عبر تجميد الأرصدة والحسابات فترة من الزمن.
أضافوا أن الصرافين في الوقت الراهن لديهم أكثر من طريقة تجعل من تأثيرهم أقوى وأشد وبشكل مضاعف على سعر الصرف، إلى جانب أن نتائج التدخل تظهر بسرعة في السوق، كما أشار الخبراء أن الطريقة الأولى التي يتبعها الصرافون هي شراء الدولار، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع كبير في كمية الدولار في الأسواق مقابل زيادة كمية الليرة السورية.
أما الطريقة الثانية وفق الخبراء تتمثل ببيع الدولار في الأسواق المحلية، الأمر الذي ينتج عنه زيادة كمية الدولار في الأسواق مقابل تراجع الليرة السورية، حيث نوهوا أن الطرق آنفة الذكر تسبب إلى تقلبات كبيرة في سعر صرف الدولار في الأسواق خلال فترة قصيرة، وهو ما يسمح لهم القيام بعملية تحقيق أرباح هائلة من التقلبات السريعة التي تحدث في السوق نتيجة سحب الدولار وضخ الليرة والعكس.
تجدر الإشارة إلى أن مصادر من داخل مصرف سوريا المركزي قد أكدت في تصريحات صحفية أن المصرف المركزي يستعد لاتخاذ حزمة من القرارات والإجراءات المهمة لتنظيم عمل الصرافين وعدم السماح لهم بالمضاربة على الليرة السورية.