يعاني السوريون في الفترة الحالية من استمرار عدم الاستقرار في الأوضاع الاقتصادية، حيث لا يزال دخل السوريين لا يتناسب على الإطلاق مع حجم الاحتياجات والمتطلبات، على الرغم من الانخفاض الملحوظ الذي شهدته أسعار كافة المواد والسلع في الأسواق المحلية.
بحسب مصادر اقتصادية محلية فإن نقص السيولة النقدية من الليرة السورية هو من أكثر الأمور التي تزيد من حالة عدم الاستقرار الاقتصادي والمعيشي للعائلات في سوريا خلال الفترة الحالية، في ظل ما سبق يتبادر إلى ذهن الكثير من السوريين السؤال التالي: كم مليون ليرة سورية تحتاج العائلة في سوريا اليوم لتعيش حياة كريمة؟.
ضمن هذا الإطار أشار رئيس جمعية حماية المستهلك في دمشق وريفها الدكتور عبد العزيز معقالي إلى أن احتياجات العائلة المكونة من أربعة أفراد في سوريا اليوم في حال أرادت سد الاحتياجات الأساسية فقط يصل إلى 3 ملايين ليرة سورية.
استدرك بالإشارة إلى أن المبلغ يرتفع ليصل إلى 10 ملايين ليرة سورية عند الحديث عن الاحتياجات الأخرى مثل تكاليف التدفئة والمواصلات والمنظفات والدواء، حيث لفت معقالي في حديث لوسائل إعلام محلية إلى أن السمة الأبرز في الأسواق السورية في الفترة الحالية هي فوضى الأسعار التي استحكمت بالسوق، حيث أن سعر كل مادة يختلف من محافظة إلى أخرى ومن محل إلى آخر ضمن نفس المحافظة كذلك الأمر.
بالنسبة إلى عمليات إزالة البسطات التي تقوم بها الجهات المعنية خلال شهر رمضان، لفت معقالي إلى أنه ضد هذه الخطوة كون وجود تلك البسطات في الفترة الحالية يسهم في تعزيز المنافسة وكبح ارتفاع أسعار المواد والسلع في الأسواق.
نوه إلى أن معظم التجار يواصلون رفع أسعار المواد والسلع الأساسية على الرغم من انخفاض سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية، كما دعى معقالي التجار والصناعيين إلى خفض أسعار المواد خلال شهر رمضان، مؤكد على أهمية إطلاق الحملات من قبل الجمعيات لتشجيع التجار على تقديم تخفيضات تتناسب مع حجم القدرة الشرائية للسوريين في الفترة الحالية.
الجدير بالذكر أن تقارير رسمية صادرة عن منظمة الأمم المتحدة كانت قد أكدت أن أكثر من 88 بالمئة من السوريين يعتمدون على المعونات، في حين يعيش أكثر من 66 بالمئة من المواطنين تحت خط الفقر المدقع.