العاشر من ذي الحجة: ذروة مناسك الحج
يُعدّ يوم النحر، العاشر من ذي الحجة، من أعظم أيام الحج، حيث يؤدي فيه الحاج 4 شعائر كبرى هي: رمي جمرة العقبة، ونحر الهدي، والحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة.
رمي جمرة العقبة: أول الشعائر
يبدأ الحاج يومه في منى، بقطع التلبية عند وصوله إلى جمرة العقبة، ثم يرميها بـ7 حصيات متعاقبات، يرفع يده عند رمي كل حصاة ويكبر.
ويُستحب أن يرمي من بطن الوادي، ويجعل الكعبة عن يساره ومنى عن يمينه، اقتداء بفعل النبي ﷺ، ولو رماها من موضع آخر وأصابت الحصى المرمى، أجزأه ذلك.
ويكون حصى الجمار مثل حصى الخذف وهو أكبر من الحمص قليلا.
قال العثيمين: وإذا ضرب العمود -الذي جعل علامة- فرجعت الحصاة خارج المرمى لا تجزئ، ولذلك ينبغي للإنسان ألا يشتد في الرمي ويكفي غلبة الظن في أن تقع في المرمى.
نحر الهدي
بعد الرمي، ينحر الحاج هديه، قائلًا: بسم الله، والله أكبر، اللهم هذا منك ولك، ويوجهه إلى القبلة.
ويُسن أن تُنحر الإبل قائمة، وتُذبح البقر والغنم على جنبها الأيسر.
ويجوز الأكل من الهدي والتصدق منه لقوله تعالى: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ الحج: 28.
ويمتد وقت الذبح حتى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، ويجب الهدي وهو شاة أو سبع بدنة أو سبع بقرة، على الحاج إذا كان متمتعا أو قارنا ولم يكن من المقيمين في الحرم، ويشترط أن يكون من مال حلال.
ومن لم يجد الهدي، فعليه صيام 3 أيام في الحج و7 إذا رجع، ويجوز صيام الثلاثة قبل يوم عرفة وفي أيام التشريق، ويفضل أن يصومها قبل عرفة ليكون مفطرًا فيه.
ويجوز صوم الثلاثة الأيام المذكورة متتابعة ومتفرقة، وكذا صوم السبعة لا يجب عليه التتابع فيها، والأفضل تأخير صوم السبعة إلى أن يرجع إلى أهله.
الحلق أو التقصير
بعد النحر، يحلق الحاج شعره أو يقصره، والحلق أفضل، لحديث النبي ﷺ اللهم ارحم المحلقين ثلاثا ثم قال والمقصرين واحدة.
ولا يكفي تقصير بعض الرأس بل لا بد من تقصيره كله كالحلق، والمرأة تقصر من كل ضفيرة قدر أنملة فأقل.
بإتمام هذه الشعائر الثلاث: الرمي، والنحر، والحلق أو التقصير، يتحقق التحلل الأول التحلل الأصغر، فيُباح للحاج كل شيء حرم عليه بالإحرام إلا النساء.
طواف الإفاضة: ركن لا يتم الحج إلا به
بعد التحلل الأول، يتوجه الحاج إلى مكة لطواف الإفاضة، ويسمى أيضًا طواف الزيارة، وهو ركن من أركان الحج لا يُجزئ الحج بدونه، وهو المقصود بقوله تعالى: ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ الحج: 29.
والتفث: هو الوسخ الناتج عن إطالة الشعر والأظفار في الإحرام.
ويُسن التطيب قبل الطواف، ثم يُصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم.
ويُستحب الشرب من ماء زمزم والدعاء بما تيسر، فهو طعام وشفاء، كما في حديث النبي ﷺ: إنها طعام طُعم، وشفاء سقم.
السعي بين الصفا والمروة: للمتمتعين فقط
بعد الطواف وصلاة الركعتين خلف المقام يسعى بين الصفا والمروة إن كان متمتعا وهذا السعي لحجه والسعي الأول لعمرته. ولا يكفي سعي واحد في أصح أقوال العلماء.
وأما القارن والمفرد فيكفيهما السعي مع طواف القدوم.
ما هو ترتيب المناسك يوم النحر؟
الأفضل ترتيب المناسك في يوم النحر بهذا الترتيب: رمي الجمرة، ثم النحر، ثم الحلق أو التقصير، ثم الطواف والسعي.
ولكن إن قدّم الحاج بعضها على بعض، فلا حرج، لحديث النبي ﷺ: افعل ولا حرج عند سؤاله عن تجديد أو تأخير المناسك.
كيف يكون التحلل الأكبر؟
الأعمال التي يحصل للحاج بها التحلل التام ثلاثة وهي رمي جمرة العقبة، والحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة مع السعي بعده لمن وجب عليه.
فإذا فعل هذه الثلاثة حل له كل شيء حرم عليه بالإحرام من النساء والطيب وغير ذلك.
ومن فعل اثنين منها حل له كل شيء حرم عليه بالإحرام إلا النساء، ويسمى هذا التحلل الأول أو الأصغر.
تابع موقعنا للمزيد من الأخبار.
ملاحظة: هذا المقال منقول من مصادر إخبارية ليس بالضرورة أن يكون متوافق مع آراء الكاتب.