بين الحنين والواقع: لاجئون سوريون في الأردن يواجهون تحديات العودة إلى وطنهم

بين الحنين والواقع: لاجئون سوريون في الأردن يواجهون تحديات العودة إلى وطنهم

بعد لجوء دام أكثر من عقد، وجدت بشرى وزوجها نضال نفسيهما أمام مفترق طرق: العودة إلى الجمهورية العربية السورية التي لا تزال تعاني من آثار الحرب. الزوجان اللذان أقاما حياة مستقرة في الأردن وأنجبا ثمانية من أطفالهما التسعة هناك، يواجهان الآن قراراً صعباً بالعودة إلى وطن ما زال يعاني.

بشرى عدنان أبو شفة، البالغة من العمر ثلاثين عاماً، تجلس مع زوجها في شقتهما المتواضعة في عمان، قبل أيام من عودتها وأطفالها إلى الجمهورية العربية السورية، بعد حوالي 12 عاماً من اللجوء. لجأ الزوجان من ريف حمص عام 2013، بعد أن فقدا طفلة بسبب الجفاف نتيجة الحرب التي أدت إلى نزوح الملايين.

عشية انهيار نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر 2024، استقبل الأردن أعداداً كبيرة من اللاجئين السوريين. وتشير الأرقام الحكومية إلى أن المملكة استضافت أعداداً كبيرة منهم، حيث أقام جزء منهم في مخيمات اللجوء مثل الزعتري والأزرق ومريجيب الفهود.

التحسن الأمني بعد سقوط نظام بشار الأسد والرغبة في لم شمل العائلة هما من أهم الأسباب التي تدفع اللاجئين للعودة. يستذكر نضال فقدانه لأقاربه وابنته بسبب الحرب والجفاف، ويشير إلى وفاة والدته ورجوع والده وإخوته إلى الجمهورية العربية السورية كأسباب إضافية لعودته.

شهد كانون الأول/ ديسمبر الماضي زيادة كبيرة في أعداد العائدين، وتتوقع المفوضية تضاعف هذا العدد بنهاية العام. في المقابل، يواجه اللاجئون في الأردن تحديات تتعلق بسبل العيش وتصاريح العمل، بالإضافة إلى تناقص المساعدات الدولية.

يروي نضال كيف تقاسموا السكن مع والديه عند وصولهم إلى الأردن وكيف ساعدتهم الهيئات الإغاثية. لكن البطالة بين اللاجئين السوريين بلغت نسبة كبيرة، والعديد منهم لا يحملون تصاريح عمل. كما أن تقليص المساعدات الدولية، خاصة من الولايات المتحدة، أثر على اللاجئين.

يعاني اللاجئون السوريون في الأردن من ديون متراكمة، ويواجه نضال منع سفر بسبب دين غير مسدد. وُلد أكثر من مليون طفل سوري في بلدان اللجوء، ولم يعرفوا وطنهم إلا من خلال ذكريات الأهل وأخبار الحرب.

رغم محدودية موارده، يُعدّ الأردن من بين أكثر الدول استضافة للاجئين. وتضمن المفوضية أن تكون عودة اللاجئين طوعية وتوفر لهم مساعدات لتخفيف مشاق العودة، مثل وسائل النقل والمساعدات المالية.

يغادر الأطفال مع أمهم إلى الجمهورية العربية السورية، ويشكل الأطفال والنساء نسبة كبيرة من العائدين. تعبر بشرى عن تصميمها على مساعدة أبنائها على الاستقرار في وطنهم، رغم الظروف القاسية. لكن بالنسبة لمن عاش في الأردن بأمان لأكثر من عقد، تبدو هذه الرحلة أقرب إلى نزوح جديد.

بدأت عائلة أبو شفة حياة اللجوء في مخيم الزعتري قبل الانتقال إلى عمان. واليوم، تعود بشرى لتعيش مع أطفالها في غرفة بمنزل عائلتها. قد تكون أكثر حظاً من غيرها، حيث لا يزال الكثير من السوريين بلا مأوى.

تأخذ العائلة معها كل ما تستطيع حمله إلى وطنها المدمر، حيث يعاني معظم السكان من الفقر ونقص الخدمات الأساسية. رغم ذلك، يتمنى نضال أن يعود وأسرته إلى الجمهورية العربية السورية ما قبل الحرب، وطن ينتمي للمستقبل.

هذه القصة من إنتاج ويش بوكس ميديا بالتعاون مع برنامج قريب، الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للتعاون الإعلامي CFI، وتموله الوكالة الفرنسية للتنمية AFD.

تابع موقعنا للمزيد من الأخبار.

ملاحظة: هذا المقال منقول من مصادر إخبارية ليس بالضرورة أن يكون متوافق مع آراء الكاتب.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Advertisement