في ألمانيا .. هل يتسبب المطر المستمر الآن برفع أسعار الخبز أيضاً ؟

في ألمانيا .. هل يتسبب المطر المستمر الآن برفع أسعار الخبز أيضاً ؟

تشبّع التربة بالماء، تفشي الفطريات، تعفّن السنابل – موسم حصاد الحبوب في عدد من الولايات الألمانية على وشك الانهيار.

وكان وزير الزراعة، ألويس راينر، قد حاول طمأنة المواطنين في مقابلة سابقة مع صحيفة BILD، مؤكدًا أن المزارعين سيتولّون مهمة ضمان الأمن الغذائي. لكن هؤلاء المزارعين أنفسهم بدأوا اليوم يدقّون ناقوس الخطر.

وقالت ديانا هينكه، المديرة العامة لاتحاد المزارعين في ولاية ساكسن: الوضع سيء للغاية بالنسبة لمحصول الحبوب. الوضع كارثي ببساطة.

وحذّرت من احتمال استخدام الحبوب كعلف فقط بدلًا من الخبز، مشيرة إلى أنه حتى في حال عودة الشمس الآن، فقد يكون الأوان قد فات بالنسبة للعديد من الحقول.

ورغم أن رفوف الخبز في المتاجر الألمانية لا تزال ممتلئة بفضل التجارة العالمية – حيث يمكن استيراد الحبوب عند الحاجة – إلا أن المزارعين الألمان هم من سيتحمّلون الخسائر.

رئيس اتحاد المزارعين، يواخيم روكفيد، أوضح في تصريح لـ BILD:نحن نواجه حاليًا أسعارًا منخفضة جدًا للحبوب، خاصة القمح، وهي عند مستوى أسعار أوائل الثمانينيات.

أما المدير التنفيذي لاتحاد الخبازين، كريستوفر كروزه، فحذّر من أن المستهلكين قد يواجهون قريبًا ارتفاعًا في أسعار الخبز. وقال لـ BILD: عندما ترتفع أسعار الحبوب، تزداد أيضًا تكاليف الإنتاج لدى المخابز.

ورغم أن تكلفة المواد الخام تشكّل جزءًا فقط من السعر النهائي، إلا أن أجور العاملين وتكاليف الطاقة لا تزال مرتفعة. لذا، قد يضطر العديد من الخبازين إلى رفع الأسعار بحسب وضع كل مخبز والمنافسة المحلية.

المشكلة الكبرى أن الحبوب الناضجة لا يمكن حصدها في الوقت المناسب بسبب كثافة الأمطار، مما يؤدي إلى إنباتها داخل السنابل وتلفها، وبالتالي فقدانها للجودة. وفي الوقت نفسه، تتسبب الرطوبة العالية والحرارة في انتشار الفطريات، وهو ما يظهر في تغيّر لون السنابل وظهور بقع داكنة.

وكلما انخفضت الجودة، تراجعت الأسعار – إذ أن القمح غير الصالح للخبز غالبًا ما يُباع بنصف السعر فقط.

روكفيد أوضح أن الآلات الزراعية – مثل الحصادات – معطّلة في العديد من المناطق بسبب الطقس، قائلاً: نحن بحاجة ماسّة الآن إلى طقس مشمس لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

ورغم أن كمية الإنتاج قريبة من المتوسط، إلا أن القلق الأكبر الآن هو تدهور الجودة.

والمشكلة لا تقتصر فقط على هذا الصيف؛ إذ كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة Nature، أن كل درجة من درجات الاحتباس الحراري تؤدي إلى انخفاض في الإنتاج الزراعي على مستوى العالم – رغم محاولات المزارعين التأقلم.

وكلما ارتفعت درجات الحرارة، قلت السعرات الحرارية التي تصل إلى موائد البشر. وبحسب أندرو هالتغرين من جامعة إلينوي، فإن كل درجة حرارة إضافية تؤدي إلى فقدان ما يعادل 4.4٪ من السعرات الحرارية اليومية الموصى بها لكل شخص – أي نحو 120 سعرة حرارية يوميًا.

وتعد مناطق حزام القمح الأمريكي، أوروبا الشرقية، وألمانيا من أكثر المناطق تأثرًا، حيث يهدد تغيّر المناخ بخفض محصول القمح بنسبة تتراوح بين 15 إلى 25٪.

للاطلاع على آخر الأخبار العاجلة، تابعنا عبر قنواتنا:
قناتنا على تليجرام
قناتنا على واتساب

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Advertisement