دمشق-حسب ما رصد دليلك نيوز الإخباري
في الجناح الزراعي بمعرض دمشق الدولي بدورته الـ 62 يبرز منتج الملبن مجفف عصير العنب كأحد رموز الهوية الزراعية والذاكرة الشعبية لريف حمص الغربي.
وتعد صناعة الملبن من الصناعات اليدوية التقليدية التي توارثتها العائلات جيلاً بعد جيل، وجزءاً من عادات المجتمع الريفي التي ترتبط بفصل الصيف تحديداً، فبعد منتصف شهر آب، ومع نضوج العنب واكتسابه الحلاوة المطلوبة، تبدأ العائلات بإعداد العصير وتحضيره داخل منازلها، وفق ما أوضحت السيدة عزيزة الحموي من وادي النصارى.
وأشارت الحموي في تصريح لـ حسب ما رصد دليلك نيوز الإخباري إلى أن عملية الصناعة تبدأ بشراء كمية العنب المراد تصنيعها، ثم عصره وإضافة مادة الحوارة لتنقيته من الشوائب، ليغلى بعدها على النار مع إزالة الرغوة التي تطفو على السطح حتى يصبح صافياً تماماً، وفي المرحلة التالية يُضاف الحرير وهو خليط من الطحين والماء، ليمنح العصير قوامه الكثيف المميز.
ولفتت الحموي إلى أن إضافة كمية قليلة من السكر أمر ضروري، قائلة: نحن مثلاً نستخدم 5 كيلوغرامات من السكر لكمية تقارب 100 كيلوغرام، وتبقى النسبة خاضعة لذوق العائلة، حيث تساعد هذه الخطوة أيضاً على تسهيل التقطيع بعد التجفيف.
من الشمس إلى المائدة
وتابعت الحموي: إنه بعد تجهيز الخليط تبدأ مرحلة المدّ، حيث يُفرش الملبن على قطع قماش قطني ممزوج بالنايلون لتسهيل فصله، ثم يُعرض تحت أشعة الشمس ليجف تدريجياً، لافتة إلى أنه يتم ترطيب القماش بقطعة مبللة بالماء ليتحرر الملبن بسهولة، وهذه المرحلة التي قد تستغرق ثلاثة أيام هي الأكثر متعة للعائلة، حيث يشارك جميع أفرادها في العمل.
وبيّنت الحموي أن الطلب على جزء كبير من المنتج يأتي قبل بدء الموسم، عندما يأتي المغتربون إلى المنطقة لزيارة عائلاتهم، حيث يحملون الملبن إلى الدول التي يقيمون بها كهدايا أو استهلاك شخصي، مشيرة إلى أنه على الرغم من بساطة التسويق إلا أنه يتضاعف عند إقامة المعارض حيث يتم التعريف بالمنتج على مستوى أوسع.
ولفتت الحموي إلى أن الملبن يمثل تراثاً غذائياً أصيلاً، ومذاقاً ارتبط بذاكرة الأجيال حيث يقدم كضيافة مع المكسرات في المناسبات الاجتماعية المميزة.
تابعنا للمزيد من الاخبار عبر الواتساب
دليلك الشامل لأحدث الأخبار