دمشق-حسب ما رصد دليلك نيوز الإخباري
اشتركت الكلمة مع الريشة في الاحتفاء بتفاعل الإبداع الفني مع البيئة، من خلال الفعالية الثقافية البيئية المنوعة الفن والطبيعة، التي استضافها المركز الثقافي العربي في أبو رمانة مساء اليوم.
الفعالية التي تضمنت معرضاً فنياً جماعياً وندوة حول حضور الطبيعة في الإبداع الإنساني، بالتشكيل والموسيقا والسينما والدراما، إضافة إلى قراءات شعرية وأدبية، نظمتها مؤسسة مناخنا بالتعاون مع جمعية بيت الخط العربي والفنون، ومؤسسة المئة التنموية.
الطبيعة في التشكيل والموسيقا والسينما
وقدمت رئيس مجلس إدارة جمعية بيت الخط العربي ريم قبطان خلال مشاركتها بالندوة، مداخلة حول تاريخ الفن التشكيلي وارتباطه بالطبيعة على مر العصور، وحضور الطبيعة في العمل الفني منذ الحضارات القديمة، حيث أخذ هذا الحضور شكلاً مختلفاً في أوروبا، وأصبح موضوعاً رئيسياً تجلى بمدارس مختلفة من الواقعية الكلاسيكية إلى الرومانسية والانطباعية، ما عكس تأثر الفنانين بالطبيعة من حيث الإلهام الروحي، ونوهت بالوقت نفسه إلى تفاعل الفن التشكيلي السوري مع الطبيعة، والذي كان أقل من نظيره الأوروبي، داعية الفنانين الشباب إلى الانطلاق دائماً من رسم المناظر الطبيعية التي تحوي أكبر غنى لوني يمكن الاستفادة منه.
و تحدث الإعلامي سامر الشغري في محوره، عن أهمية البيئة في تشكيل العديد من الأعمال الغنائية والموسيقية، حيث استلهم الإنسان منذ بداية وعيه المعرفي من الطبيعة شعره وأغانيه، واستعرض في هذا الصدد تجربة الموشحات التي دمجت الغناء مع الشعر والطبيعة، وحضور الطبيعة في الموروث الشعبي الغنائي ولاسيما السوري، وتطوير الأخوين رحباني لهذا الاتجاه، مشيراً إلى أنه مقابل استمرار احتفاء موسيقيي الغرب بالطبيعة منذ بيتهوفن وتشايكوفسكي وصولاً للزمن الراهن، حيث تنتج أغانٍ عن الحفاظ على البيئة، فإن الأغنية العربية توقفت تماماً عن التفاعل مع الطبيعة في السنوات الاخيرة.
ودعا أمين سر مجلس أمناء مؤسسة مناخنا محمد سمير طحان، إلى توظيف الفنون السينمائية والتلفزيونية والمسرحية كأدوات فاعلة لنشر الوعي البيئي وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية، وخاصة في الواقع السوري بعد أكثر من 14 عاماً من جرائم النظام البائد، التي خلفت أضراراً بيئية جسيمة، و شدد على أن الدور التوعوي للفنون يأتي من خلال رسائل غير مباشرة تخترق العقول والقلوب، وتُرسّخ السلوك الإيجابي من دون وعظ أو إملاء، معتبراً إياها استثماراً في بناء الضمير والإنسان، والذي يسبق أي استثمار.
وأعقب الندوة قراءات أدبية وشعرية رقصت على وترٍ واحد وهو التغني بالطبيعة، قدمها الكتّاب الشباب نور عزام، وحلا عويضة، وحلا ديوب، وجود الدمشقي.
معرض فني تماهى فيه الفن مع الطبيعة
ثم افتتح معرض فني جماعي ضم لوحات من المدارس الانطباعية والواقعية والتجريدية، وضع فيه كل فنان بصمته عن الطبيعة، فالفنان التشكيلي علي السعدي أوضح في تصريحٍ لـ حسب ما رصد دليلك نيوز الإخباري ، أن مشاركته كانت عبر أربع لوحات بالأكريليك على خامة القماش، وتمثل جمال الطبيعة بأزهارها وأشجارها التي تبث الطمأنينة والراحة في نفس الإنسان.
الفنانة نجوى الشريف عبرت خلال اللوحتين اللتين شاركت بهما، عن الأمل رغم محطات الغروب التي نمر بها بحياتنا، معتمدةً على اللونين الأزرق والبرتقالي؛ لتؤكد أن كل معاناة يعقبها الفرج كما نالت الجمهورية العربية السورية حريتها.
أما الفنانة ملك أرسلان مرزة فتكلمت في لوحاتها على تنوع البيئة ما بين جبلية وريفية قديمة، ونطقت اللوحة الثالثة بروعة عبور النهر بين الأشجار الباسقة.
فيما برزت ثلاث لوحات تصوير ضوئي من المصور الشاب محمد سعيد طحان، الذي حاول فيها التنويع بعرض الطبيعة، فمن لوحةٍ تُعبر عن أوراق الشجر بانعكاس الضوء عليها، إلى ثانية تصورُ التشبع اللوني للورود، فيما تركز الثالثة على قِدم جذع شجرة، معتبراً أن الصعوبة في تصوير الجمال تكمن في محاولة أخذ مشاعر ومعان من اللاشيء.
تابعنا للمزيد من الاخبار عبر الواتساب
دليلك الشامل لأحدث الأخبار