اللاذقية-حسب ما رصد دليلك نيوز الإخباري
في قلب ريف اللاذقية، تتربّع مدينة الحفّة على عرش زراعة العنّاب، الفاكهة التي لم تقتصر شهرتها على مذاقها اللذيذ، بل ارتبطت بتاريخ ضارب في القِدم، حتى باتت الحفّة تُعرف باسم مدينة العنّاب.
تغطي بساتين العنّاب ما يزيد على خمسة آلاف دونم من أراضي المنطقة، ويُصدَّر فائض الإنتاج إلى لبنان ودول الخليج بأسعار مرتفعة، نظراً لما يتميز به من لون زاهٍ وطعم فريد.
المهندس الزراعي أحمد محمد مصطفى أوضح في تصريح لمراسل حسب ما رصد دليلك نيوز الإخباري أن الحفّة تعتمد بشكل أساسي على الزراعة البعلية، حيث تنمو فيها أنواع متعددة من الفواكه من دون الحاجة إلى الري، بفضل مناخها الذي يجمع بين خصائص المناطق الحارة والباردة.
وأشار إلى أن العنّاب البلدي لا يزال يحتل الصدارة، رغم إدخال أصناف جديدة مثل البلحي، والتفاحي، والنجاصي، التي طوّرها أصحاب المشاتل المحلية.
من جهته، قال المزارع ماجد سعيد: إن العنّاب المجفف يُستهلك بكثرة في فصل الشتاء كمشروب عشبي مفيد لعلاج السعال، وأصبح مطلوباً في محال العطارة والبزورية بدمشق، لكنه لفت إلى أن العناية بأشجار العنّاب تتطلب رشّاً دورياً بالمبيدات أسبوعياً لحمايتها من إصابة السوسة التي تضر بالثمار.
ولا يقتصر ارتباط الحفّة بالعنّاب على كونه محصولاً زراعياً، بل يتعداه ليشكل جزءاً من الهوية الثقافية للمدينة، حيث كان يُقام مهرجان سنوي للزعرور والعنّاب، تُردَّد فيه الأغاني التراثية التي تحتفي بهذه الفاكهة.
ووفقاً للباحثين والآثاريين، فإن الموطن الأصلي للعنّاب هو الصين، حيث تمتد زراعته إلى نحو 4000 عام قبل الميلاد، وانتقل لاحقاً إلى دول حوض البحر المتوسط منذ بدايات العصر الميلادي، ثم انتشر في آسيا وشمال إفريقيا وجنوب أوروبا، وصولاً إلى أستراليا والأميركيتين.
تابعنا للمزيد من الاخبار عبر الواتساب
دليلك الشامل لأحدث الأخبار