رغم أن الكثير من الألمان لا يزالون يفضلون الدفع نقداً في المخابز والمطاعم والسوبرماركت، إلا أن طرق الدفع الإلكترونية تزداد انتشاراً، ما يجعل الحصول على النقود، خصوصاً في المناطق الريفية، أكثر صعوبة.
تشير بيانات البنك المركزي الألماني إلى أن ما يقارب نصف عمليات الدفع لا تزال تتم بالنقود، لكن الاتجاه يسير نحو البطاقات البنكية والدفع عبر الهاتف.
عدد أجهزة الصراف الآلي انخفض إلى أقل من 50 ألف في عام 2024 مقارنةً بأكثر من 61 ألف عام 2015، كما تراجع عدد فروع البنوك من 53 ألفاً إلى 21 ألفاً خلال عشرين عاماً.
الخبير الاقتصادي يورغن فايمان أوضح أن السبب يعود لانخفاض الإقبال على الفروع، حيث لا يتجاوز معدل سحب النقود في الفرع تسع مرات يومياً، مقارنة بثلاثة أضعاف هذا الرقم قبل سنوات قليلة.
في المدن الكبرى ما زال الوصول إلى النقود متاحاً بسهولة، حيث تتوفر أجهزة الصراف أو الفروع في 98% من المناطق، مقابل 90% فقط في الأرياف. ومع ذلك، يرى البنك المركزي أن الخدمة ما زالت مضمونة في الوقت الحالي، إذ يبلغ متوسط المسافة إلى أقرب صراف آلي 1.4 كيلومتر.
لكن التخلي عن أجهزة الصراف يثير احتجاجات شعبية، كما حدث في مقاطعة تسيله شمال ألمانيا، حيث تخطط إحدى المصارف لسحب الأجهزة بحجة قلة استخدامها وارتفاع تكاليف صيانتها، وهو ما دفع الأهالي وحتى رئيس البلدية للاعتراض، معتبرين أن فئات مثل كبار السن والشباب بحاجة ماسّة إلى التعامل النقدي، خصوصاً في أماكن لا تقبل الدفع الإلكتروني.
بعض البنوك لجأت إلى حلول بديلة مثل تشغيل فروع متنقلة عبر حافلات مجهزة بأجهزة صراف آلي لزيارة القرى بانتظام وتجديد خدمات بنكية مباشرة.
وفي المقابل، يبدو المشهد مختلفاً تماماً في السويد، حيث أصبح حمل محفظة نقود أمراً نادراً. فالأغلبية تدفع باستخدام الهاتف أو تطبيق Swish الذي أطلقته البنوك السويدية. حتى باعة الصحف المتجولون والمتسولون أصبحوا يعتمدون على الدفع الرقمي عبر رموز QR بدلاً من النقود.
الصحفية الألمانية صوفي دونغس، المقيمة في ستوكهولم، ترى أن الحل الأمثل هو طريق وسط ذهبي بين النموذج الألماني المتحفظ والنموذج السويدي المتساهل، مشيرة إلى أن ألمانيا تحتاج لمزيد من الانفتاح على الدفع الرقمي، فيما تحتاج السويد إلى وعي أكبر بقضايا الخصوصية وحماية البيانات.
للاطلاع على آخر الأخبار العاجلة، تابعنا عبر قنواتنا:
قناتنا على تليجرام
قناتنا على واتساب