دمشق-حسب ما رصد دليلك نيوز الإخباري
أُطلق مساء اليوم مشروع متحف سجون الجمهورية العربية السورية في القاعة الشامية بمتحف دمشق الوطني، بهدف كشف جرائم النظام البائد وذلك بحضور عدد كبير من الشخصيات السياسية والإعلامية والحقوقية المحلية والدولية ومعتقلين سابقين وذوي مفقودين.
تجربة واقعية باستخدام تقنيات حديثة
ويسهم مشروع المتحف في جهود العدالة والمساءلة، ويتيح من خلال توثيقه الدقيق لمواقع الجرائم، ودمجه بين شهادات الشهود والوثائق التي عُثر عليها، الوصول لنتائج تحقيقات علنية عبر موقعه الإلكتروني.
ويتميز المتحف باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي والـ 3D، ما يتيح للزوار فرصة التجول في سجون النظام البائد، كسجن صيدنايا المعروف بـ المسلخ البشري، حيث جاء ثمرة عمل فريق لعدة أشهر على توثيق المعتقلات التي شهدت انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان.
كما أن المتحف هو المشروع الثاني لمؤسسة متحف السجون بعد مشروع متحف سجون داعش، ويهدف الى توثيق أدلة الجرائم داخل السجون وإنشاء منصة افتراضية لدعم العدالة والمساءلة.
وخلال المؤتمر الصحفي لإطلاق المتحف، أكدت المستشارة الإعلامية في الهيئة الوطنية للمفقودين زينة شهلا، أن المشروع يتضمن تصويراً كاملاً للسجن بتقنية الأبعاد الثلاثية 3D، وتقنية الواقع الافتراضي VR إضافةً لمجموعة من الشهادات والأبحاث والتوثيقات التي تغطي كل مراحل السجن منذ عام 2011 وحتى سقوط النظام البائد.
شهادةٌ أخرى رواها الطيار السوري والمعتقل السابق بسجن صيدنايا رغيد الططري، الذي تحدث عن سنوات طويلة قضاها في سجون النظام، متنقلاً بين سجون عدرا وصيدنايا وغيرها، وتعرض خلالها لأنواع مختلفة من التعذيب، مؤكداً أن محاولات البعض تشويه الحقائق وتلفيق التهم سعياً لزعزعة حقيقة سجن صيدنايا تسقط صريعةً أمام حقيقة الإجرام الأسدي.
بدوره لفت مؤسس رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا دياب سريّة، إلى أن نظام الأسد القمعي، أوجد أساليب غير مسبوقة في تخويف الشعب وإخضاعه، وبين أن هذا المتحف يشكل سجلاً متكاملاً لتفاصيل سجن صيدنايا من الباب الرئيسي لآخر مكان فيه، بهدف الحفاظ على ذاكرة المجتمع السوري، والانتهاكات والجرائم التي ارتكبها النظام بحقه، وإيصال صوت المغيبين والمفقودين والضحايا، داعياً لأن يكون المتحف دائماً ومفتوحاً أمام البعثات الدبلوماسية لكشف الحقائق أمام أعين العالم.
رصد تفاصيل داخل سجن صيدنايا
المتحف كمشروع توثيقي مكاني وأهميته بهذا الوقت كان محور ما تحدث به كل من مؤسس متحف السجون عامر مطر والمدير المشارك لمتحف السجون عمرو خيطو، مؤكدين أن المتحف وثق معظم الكتابات على الجدران والعبارات التي تركها المعتقلون والضحايا، وكذلك ربط مجموعة كبيرة من هذه السجون بأماكن قريبة منها، وهي المقابر الجماعية.
ولفت مطر وخيطو إلى أنه تم إجراء مسح كامل السجون للتجول فيها، والتحقق من كل اسم وعبارة، وعن كل ما يدين المنظومة الأمنية، عبر تقنية ثلاثية الأبعاد، وتسجيل ٤٥ مقابلة عمل لفهم كل الأجنحة، ورصد كل تفاصيل حياة السجناء وعمليات الإعدام بحق المعتقلين.
أما سبب اختيار سجن صيدنايا بدايةً فيعود بحسب ما أوضحه المتحدثان مطر وخيطو لأن العدد الأكبر من المعتقلين كان داخله، على أن تشهد الأشهر القادمة ملفاتٍ أخرى لفروع أمنية كان فيها عشرات آلاف السوريين.
وتخلل المؤتمر استعراض تحقيق ميداني شامل أنجزه الفريق تناول فرضيات تنفيذ عمليات الإعدام، ثم دراسة توثيقية أخرى لمحسن المصطفى وساشا العلو، تناولت إحالة المدنيين إلى السجون العسكرية بما فيها مسارات الإحالة المحتملة، والعوامل المؤثرة فيها، والإحصائيات المشتركة والمسوحات، وخلصت إلى ضرورة إصلاح المؤسسات الأمنية والقضائية.
شهادات حية حول معاناة السوريين في السجون
وفي تصريحات لـ حسب ما رصد دليلك نيوز الإخباري على هامش الفعالية، تحدثت مريم علي جنيد التي فقدت ابنها محمد في 2014، ولم تُعرف حتى اليوم مصيره، مؤكدةً أن المتحف يعكس الأمل في معرفة مصير المفقودين خلال الثورة، وأن يصبح مرجعاً للأجيال القادمة، متمنية أن تعرف مصير ابنها، ومحاسبة الفاعلين.
من جانبه، أوضح حسان إبراهيم، وهو مصور صحفي في المتحف، أن الهدف الأساسي لهذا المشروع هو تحقيق العدالة الانتقالية، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم.
طموح التوثيق الكامل
كما أشار عامر مطر، مؤسس المتحف، إلى أن الفريق يعمل حالياً على توثيق 72 سجناً، من السجون التي ارتكب فيها النظام جرائم ضد الإنسانية، مع خطط لتوثيق أكثر من 100 سجن إضافي، بهدف تجديد صورة واضحة وشاملة عن معاناة المعتقلين، وتفاصيل الحياة داخل السجون السورية.
وأشاد الإعلامي الكويتي عبد العزيز درعان العازمي بأهمية هذا المشروع، والذي يساعد في توعية العالم بالظلم الذي تعرض له الشعب السوري، ويساعد على دعم الجمهورية العربية السورية لاستعادة عافيتها.
كما أكد عبد الرحمن الحسين العيادة، أحد زوار الفعالية، أهمية توثيق الجرائم التي ارتُكبت في سجون النظام البائد، ولاسيما سجن صيدنايا الذي أصبح رمزاً عالمياً للظلم.
يُشار إلى أن المتحف يفتح أبوابه مجاناً خلال اليومين القادمين أيضاً من الساعة ال١٢ ظهراً ولغاية الساعة الـ٨ مساءً.
تابعنا للمزيد من الاخبار عبر الواتساب
دليلك الشامل لأحدث الأخبار