دمشق-حسب ما رصد دليلك نيوز الإخباري
شكّل الطابع البريدي السوري على مر التاريخ المعاصر أكثر من مجرد ورقة رسمية، إذ حمل بعداً تاريخياً وثقافياً واجتماعياً واقتصادياً، وكان هوية البلاد إلى العالم، حيث وثق قرناً كاملاً من الزمن، وبقي كذاكرة في المتاحف ودفاتر الهواة، وحتى يومنا هذا حافظ على حضوره في المعاملات الرسمية وجميع المناسبات، بتصميم وطباعة سورية بامتياز.
ومنذ ظهوره بالشكل الحالي عام 1920 لم يكن مجرد ورقة صغيرة تُلصق على رسالة، بل ذاكرة حيّة تختزن تاريخ بلد وثقافته، وشاهد على محطات وطنية واجتماعية واقتصادية، ورفيق للأفراد في رسائلهم ومعاملاتهم، حتى صار أشبه بـسفير ورقي يروي حكاية الجمهورية العربية السورية عبر العقود، وفق ما أوضحت مديرة إدارة الخدمات في المؤسسة السورية للبريد ربا أبو حسن لمراسلة حسب ما رصد دليلك نيوز الإخباري.
البعد التوثيقي والثقافي
وبينت أبو حسن كيف وثق كل طابع بريدي مرحلة من تاريخ الجمهورية العربية السورية سواء من خلال صور الرؤساء مثل هاشم الأتاسي وشكري القوتلي، أو عبر طوابع خاصة بالمعارض والمناسبات الوطنية، فشكلت هذه الإصدارات أرشيفاً مصوراً يسرد الأحداث السورية بهويتها الثقافية والاجتماعية والوطنية.
متحف الطوابع
وأشارت أبو حسن إلى وجود متحف للطوابع في دمشق، يحتفظ بأرشيف إصدارات الطوابع منذ عام 1920 والبطاقات البريدية المرافقة لها، والأختام وجميع مستلزمات الطباعة وأدوات ومعدات ساعي البريد التي يحتاجها أثناء إيصال الرسائل، إضافة إلى لوحة فسيفسائية فريدة من قصاصات الطوابع جسدت كيف يمكن للطابع أن يتحول بحد ذاته إلى عمل فني إبداعي.
الاقتصاد والتوشيح
إلى جانب قيمته الرمزية، يشكّل الطابع البريدي مورداً مالياً عبر الرسائل والمعاملات الرسمية، إضافة إلى إعادة طباعة بعض الإصدارات القديمة توشيح التي لاقت رواجاً وتم بيعها بشكل كامل، ما يمنحه بعداً اقتصادياً إضافياً يجمع بين الوثيقة المالية والقيمة التوثيقية وفق أبو حسن.
نادي الهواة
وتأسس النادي السوري لهواة الطوابع عام 1946 وهو يجمع بين عشاق الطوابع من مختلف الأعمار والاختصاصات، ليشكل جسراً بين الهواية والمعرفة، والتاريخ والفن.
ويعمل النادي على تنظيم المزادات والمعارض الدورية لتبادل الطوابع والتعريف بالنادر منها وفق ما أوضح رئيس النادي المهندس هيثم أبو غزالي.
هاوي جمع الطوابع نصوح العش بيّن أن هذه الهواية بدأت معه من خمسينيات القرن الماضي وما زال حتى الآن يحضر جميع المزادات والمعارض واللقاءات مع أقرانه لممارسة هذه الهواية، قائلا: عندما أنظر إلى مجموعة الطوابع التي جمعتها عبر السنوات الماضية أشعر وكأنني أقرأ كتاباً مصوراً لتاريخ الجمهورية العربية السورية والعالم.
تابعنا للمزيد من الاخبار عبر الواتساب
دليلك الشامل لأحدث الأخبار