الضغط على الأجهزة سبب تعطلها... العقود تؤخر صيانة الأجهزة الطبية المعطلة في المستشفيات الحكومية بسوريا

وردت لوسائل إعلام محلية شكاوى عدة من مرضى في مدينة دمشق حول تعطل أغلب الأجهزة الطبية في المستشفيات الحكومية كالرنين المغناطيسي وجهاز الطبقي المحوري، مبينين أن تكلفة صورة الطبقي المحوري اليوم بمستشفى خاص في دمشق 700 ألف ل س مع الحقن، و400 ألف ل س بدون حقن، وتكلفة صورة الرنين المغناطيسي تصل لمليون ل س.

الأجهزة الطبية المعطلة في المستشفيات الحكومية في بسوريا

بدورهم طالب عدد من العاملين في مستشفى المواساة الجامعي (تابع لوزارة التعليم)، عبر شبكات الإعلام المحلية بإصلاح الأجهزة الطبية المعطلة كالرنين المغناطيسي وجهاز الطبقي والمامو والفوتوغراف أو إتلافها نتيجة تهالكها، وشراء أجهزة حديثة أسوة بالمستشفيات الأخرى خاصة أنّ عمر بعضها وصل لأكثر من 60 عام.

الأجهزة الطبية المعطلة في المستشفيات الحكومية


رداً على ذلك، أشار معاون المدير الإداري بمستشفى المواساة الدكتور حسام حديد في حديثه مع وسائل إعلام محلية إلى أنّه نتيجة الوضع الحالي والظروف التي تمر بها سوريا، توجد في المستشفى أجهزة تعمل بطاقتها الدنيا من أجل المحافظة عليها واستمرار عمل المستشفى في تقديم خدماته للمرضى.

صيانة الأجهزة الطبية المعطلة في المستشفيات الحكومية في بسوريا

لفت د.حديد إلى أنه على الرغم من وجود صعوبات بصيانة هذه الأجهزة إلا أن المستشفى تحاول صيانتها بحسب الأصول المرعية، من خلال تقديم الإعلانات وطلب الصيانة ضمن الإمكانيات الموجودة بالوزارة لتقديم ما يلزم، حيث تم تشكيل لجان على مستوى وزارة التعليم العالي لمتابعة صيانة الأجهزة.

بين حديد  أن موضوع صيانة الأجهزة أو شراء أجهزة جديدة صعب الحل بشكل سريع لوجود تداخلات عدة تعوق تنفيذه سريعاً، كمشكلة أنّ الأجهزة بالمستشفيات الحكومية عليها ضغط عمل كبير وبالتالي لا يمكن التعامل معها مثل الأجهزة بالقطاع الخاص، كما أنّ طريقة صيانة هذه الأجهزة مرتبطة بقانون العقود المتبع بالمستشفيات وبعمرها الافتراضي وقدرتها على الصيانة وبقانون العقوبات المفروض على سوريا الذي يمنع التواصل مع الشركات لتأمين الصيانة المناسبة لهذه الأجهزة إضافة لصعوبة تأمين التمويل لتشغيل الأجهزة، وكل ما سبق يلعب دوراً بعمل الأجهزة وإمكانية تشغيلها.

أشار حداد إلى وجود جهازي مرنان معطلان في مستشفى المواساة هناك محاولات لإصلاحهما، وجهاز طبقي محوري يعمل بطاقته الدنيا لأن عمره الزمني انتهى وهو مخصص حالياً للحالات الإسعافية الشديدة فقط لتتمكن المستشفى من متابعة عملها.

أوضح الدكتور حديد أن المستشفى جاهز ضمن الأصول والقوانين التي تسمح فيها الإجراءات الحكومية النظامية للتعاون مع أي جهة تستطيع تقديم المساعدة لها فيما يخص صيانة الأجهزة أو تقديم أجهزة جديدة بغية تقديم الخدمة للمرضى بالشكل الأمثل.

الصحة السورية عن جاهزية الأجهزة الطبية في البلاد

من جانبه، كشف مدير الهندسة الطبية في وزارة الصحة محمد شموط أن تعطل أغلب الأجهزة الطبية بالمستشفيات التابعة للوزارة يعود لثقة المرضى بالكوادر والتجهيزات الطبية المتوفرة ضمن وزارة الصحة والتزامها بالتعرفة الطبية المخفضة مقارنة مع التعرفة في القطاع الخاص، الأمر الذي زاد من ضغط العمل بشكل كبير على الأجهزة الطبية النوعية في وزارة الصحة وهذا أدى بدوره الى زيادة تواتر الأعطال في بعض الحالات.

أردف شموط: أن الأجهزة الطبية النوعية كلها مصنعة في الخارج ومستوردة، ولكن الكثير منها يزيد عمرها عن 10 سنوات وترتبط صيانتها وتوريد القطع التبديلية لها بالشركات الأجنبية المصنعة التي يخضع بعضها للإجراءات القسرية أحادية الجانب التي تفرضها بعض الدول على سوريا والتي تظهر من خلال منعها تقديم القطع التبديلية أو إجراء عقود صيانة.

بحسب شموط، أثرت الظروف التي مرت على سوريا أيضاً على واقع التجهيزات الطبية حيث خرجت عدد من المستشفيات عن الخدمة، ما أدى لزيادة الضغط على باقي المستشفيات الأمر الذي انعكس على زيادة تعطل بعض الأجهزة.

صيانة الأعطال في المستشفيات الحكومية في بسوريا

حول متابعة الأعطال للأجهزة من قبل الوزارة، أوضح شموط أنها تتم من خلال عقود صيانة مركزية أو من خلال المستشفيات ومديريات الصحة، إلا أنّ ارتفاع أسعار القطع التبديلية بشكل كبير كونها مستوردة، إضافة إلى عدم توفرها في السوق المحلية، استوجب إبرام عقد لكثير من القطع التبديلية كون الكلفة المالية مرتفعة وأعلى من قيمة طلب الشراء وهذا يحتاج إلى إجراءات ووقت أطول وفق قانون العقود والذي أثر بدوره على سرعة إصلاح الأجهزة المعطلة.

أكد شموط أنّ وزارة الصحة تعمل على إضافة أجهزة طبية نوعية من خلال الخطة الاستثمارية وعبر تعاملها مع المنظمات الدولية والدول الصديقة، وتم تركيب وتشغيل عدد من أجهزة الطبقي المحوري الجديدة خلال عامي 2023 و 2024 ووضعها بالخدمة، كما تم تركيب وتشغيل جهاز رنين مغناطيسي في مستشفى القامشلي الوطني، وحالياً يتم العمل على وضع عدد من أجهزة الطبقي المحوري وجهازي قسطرة قلبية ضمن مستشفيات وزارة الصحة، وستكون بالخدمة قريباً بعد الانتهاء من عمليات التركيب والتشغيل التي أصبحت في مراحلها النهائية.

الجدير ذكره أن عدد من المرضى في مدينة دمشق اشتكوا في وقت سابق من عدم تحسن جودة الخدمات الطبية المقدمة في المستشفيات الحكومية على الرغم من ارتفاع أجور المعاينات والخدمات الطبية، عملاً بقرار صدر في شهر حزيران من قبل وزارة الصحة، حيث اعتبر مدير مستشفى المجتهد الدكتور أحمد عباس في رده على تلك الشكاوى أن الزيادة البسيطة على الأسعار أتت للمساهمة في تأمين المستهلكات الطبية واستمرار صيانة التجهيزات.

إرسال تعليق

أحدث أقدم