تبدأ العائلات السورية منتصف شهر تشرين الأول من كل عام بتجهيز منازلها استعداداً للشتاء، وتحاول تأمين بعض المفروشات والمحروقات أو الحطب رغم ضعف القوة الشرائية للغالبية العظمى منها، حيث يعد مد السجاد من أبرز العادات التي درجت عليها الأهالي في السابق، لكن غلاء أسعارها لهذا العام، ووصول تكلفة شرائها من الأسواق السورية إلى أرقام قياسية، دفع الكثير منهم للبحث عن بدائل.
سجلت أسواق المحافظات ارتفاع قياسي في أسعار السجاد هذا العام، وأصبحت وحدة الشراء القياسية الخاصة بها هي المليون، كما صل سعر المتر الواحد من السجاد في المحافظات السورية إلى ما يقارب 200 ألف ليرة للأنواع العادية، بينما بلغ سعر متر الفاخر ما يزيد عن 500 ألف ليرة، بزيادة تجاوزت 150-200٪ عن العام الماضي.
دفع ارتفاع الأسعار القياسي الكثير من السوريين إلى البحث عن بدائل السجاد، وتوجه بعضهم لاستبداله بالموكيت كخيار أكثر اقتصادية.
الجدير بالذكر أن سعر السجاد يعتبر محرراً، أي أنه لا يخضع لتسعيرة محددة من قبل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك السوري، حيث يعد من المصنوعات المحلية لذا فهو يخضع لإعداد بيان كلفة يُقدم إلى مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في المحافظة التي يتبع لها المنتج ليجري تدقيقه من قبل دائرة الأسعار واعتماده ليكون حجة على المنتجين والبائعين.
يأتي ارتفاع سعر السجاد في وقت يجد فيه السوريون أنفسهم عاجزين عن تأمين المحروقات أو الحطب نظراً لارتفاع أسعارها في السوق السوداء، وانقطاع طويل للكهرباء وندرة الغاز، ما جعل عائلات كثيرة تتجه إلى جمع النايلون والخشب لتأمين الدفء خلال فصل الشتاء.