زادت تساؤلات ومخاوف سكان المنطقة الساحلية في سوريا في الآونة الأخيرة، وذلك وسط تصاعد التحذيرات حول إمكانية تعرض الساحل السوري لحدوث أعاصير قوية، لاسيما بعد أن شهدت تلك المنطقة حالة طقسية غريبة من ناحية توقيت حدوثها مع بداية فصل الخريف.
بحسب خبراء في علم المناخ، فإن العديد من المناطق حول العالم قد شهدت في الآونة الأخيرة حالات طقسية غريبة غير مألوفة بسبب ارتفاع درجة حرارة المسطحات المائية وما تبعها من تغيرات في الفصول واقتصار السنة على فصلي الشتاء والصيف فقط مع مرورنا بفصلي الربيع والخريف دون أن تظهر معالمهما بشكل واضح.
حول إمكانية تعرض سوريا لحدوث أعاصير قوية في الفترة القريبة المقبلة، أشار الخبراء إلى أن ارتفاع درجات حرارة مياه البحر الأبيض المتوسط إلى نحو 28 درجة مئوية مؤخراً مع وصول بعض المنخفضات القطبية الباردة سيكون من شأنه أن يتسبب في تصادم قوي بين التيارات الحارة والباردة، الأمر الذي يزيد من فرص حدوث أعاصير وعواصف في المنطقة لم تشهدها من ذي قبل.
أضاف الخبراء أن الهطولات المطرية مع بداية فصل الشتاء ستعلب دور كبير في حدوث بعض الحالات الجوية والفيضانات التي ستؤثر على العديد من البلدان في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط بما في ذلك سوريا.
أوضح الخبراء أنه وعلى الرغم من أن الأعاصير التي تحدث في المحيطات تكون قوتها كبيرة أكثر من تلك التي تحدث في البحار، إلا أن ذلك لا يعني خروج البلدان المطلة على البحار عن دائرة الخطر، لاسيما في ظل ارتفاع درجة حرارة البحار مؤخراً بشكل ملحوظ.
نوهوا إلى أن ظاهرة الاحتباس الحراري تزيد من فرص حدوث حالات جوية غير اعتيادية في مناطق جديدة لم تكن تحدث فيها تلك الحالات من قبل، مشيرين أن سوريا من بين تلك المناطق التي من المتوقع أن تتأثر بالحالات الجوية الغريبة.
أشار الخبراء أن الجهات المعنية في سوريا والمنطقة عليها أن تتعامل مع الواقع الجديد وتستعد لذلك نظراً لأن الظواهر الطقسية الغريبة والقوية من الممكن القول أن ستصبح حقيقة مستمرة على الأقل خلال السنوات القليلة المقبلة.
ختم الخبراء حديثهم بالتأكيد على أهمية اتخاذ الجهات المعنية في سوريا عدة إجراءات على درجة عالية من الأهمية، وفي مقدمتها تفعيل آلية الإنذار المبكر إلى جانب فحص السدود والمجاري المائية التي تقع ضمن مسارات مأهولة بالسكان.