بعد مرور أكثر من عشر أشهر من عام 2024 ارتفع وسطي تكلفة معيشة العائلة السورية بشكل كبير، حيث وصل وسطي التكلفة شهرياً إلى رقم قياسي جديد، الأمر الذي زاد من الأعباء على شريحة واسعة من السوريين في ظل بقاء مستوى الرواتب والأجور دون أي زيادات.
بحسب تقارير محلية فإن السوريين حققوا مقابل ذلك رقم قياسي جديد في صبرهم وتحايلهم على الأسعار، حيث باتوا يتبعون تكتيات غير مسبوقة من أجل تأمين قوت يومهم والوصول إلى آخر الشهر بأقل الخسائر الممكنة، مثل تكتيك مقاطعة الأسواق وعدم شراء إلا ما هو ضرورة إلى جانب الاعتماد على القروض بالنسبة للموظفين والمتقاعدين.
أوضحت التقارير أن آخر دراسة احصائية اقتصادية أشارت إلى أن وسطي تكلفة معيشة العائلة السورية المؤلفة من 5 أفراد مع قرب نهاية عام 2024 الجاري، قد وصلت إلى أكثر من 13.6 مليون ليرة سورية.
أضافت أن تكلفة المعيشة لعائلة سورية مكونة من خمسة أشخاص كانت في ذات الفترة من العام الماضي عند مستويات 8.5 مليون ليرة سورية.
نوهت أن وسطي تكلفة المعيشة في سوريا خلال أشهر تموز وآب وأيلول من العام الجاري ارتفع بنسبة قاربت الـ 4.6 في المئة، وذلك في الوقت الذي يبلغ فيه متوسط الدخل الشهري أو الراتب في البلاد حوالي 450 ألف ليرة سورية للموظف من الدرجة الأولى.
أشارت إلى أن قيمة الفواتير الشهرية التي تدفعها العائلة السورية المكونة من خمسة أشخاص دون احتساب بقية المصاريف تصل لوحدها شهرياً إلى قرابة الـ 600 ألف ليرة سورية، حيث أن قيمة فاتورة الكهرباء لا تقل عن 75 ألف ليرة والانترنت المنزلي 50 ألف ليرة سورية بالإضافة إلى فاتورة خط السيرف المقدرة بـ 200 ألف وفاتورة المياه 35 ألف ليرة، فضلاً عن أسطوانة غاز واحدة بسعر 30 ألف إلى جانب أجور ومصاريف النقل التي تبلغ وسطياً 200 ألف ليرة سورية شهرياً.
حين نضيف إلى المصاريف آنفة الذكر، تكاليف الغذاء مثل وجبة الإفطار التي تكلف شهرياً 600 ألف ليرة سورية بمقدار 20 ألف يومياً، بالإضافة إلى وجبة الغداء التي تكلف 1.5 مليون في الشهر، فضلاً عن تكاليف وجبة العشاء وبعض أجور الطبابة التي يصل تكلفتها لحدود 800 ألف ليرة سورية، ليكون المجموع الكلي نحو 3 ملايين ليرة سورية شهرياً.
وفق الخبراء في مجال الاقتصاد في سوريا، فإن العائلة الصغيرة المكونة من 4 أفراد تحتاج شهرياً في الحدود الدنيا إلى 10 ملايين ليرة سورية، وذلك في حال كانت تعيش في منزل ملك.
ختاماًَ يرجح الخبراء أن تستمر أرقام وسطي تكلفة المعيشة للعائلة السورية بالارتفاع بشكل كبير خلال الأشهر المقبلة، وذلك في ظل استمرار انخفاض معدل الرواتب والأجور إلى جانب الارتفاع المتواصل في أسعار كافة السلع والمواد والخدمات في البلاد.