بين تحذيرات وتطمينات حول مرض التهاب الكبد الذي أصاب قطيع الدواجن في طرطوس وعموم المحافظات السورية، يتوجس الكثير من الأهالي عند شراء الفروج خشية المرض وإمكانية انتقاله للإنسان حتى بعد طهوه، في الوقت الذي يحاول فيه المربون التقليل من حجم خساراتهم ببيع الفروج بأسعار مخفّضة قبل نفوقه وتكبّدهم خسائر مضاعفة لا يستطيعون تحملها، خاصة المربون الصغار.
أكد عدد من المربين في طرطوس عن وقوع خسائر كبيرة في قطعانهم نتيجة إصابتها بمرض التهاب الكبد، مشيرين إلى ارتفاع أسعار اللقاح الذي يتم شراؤه من الصيدليات الزراعية لعدم توفره في مديرية الزراعة، مدللين أن تكلفة تأمين اللقاح لكل 1000 صوص تبلغ 2 مليون ل.س.
لفت المربون إلى أنه للتخفيف من الخسائر وعدم انتقال العدوى بين القطيع، يقومون ببيع الفروج المصاب حياً بسعر مخفض، باعتبار أن المرض لا ينتقل للإنسان، فيما يتم حرق وطمر الفروج المصاب في حال نفوقه.
بدوره بين مدير دائرة الصحة الحيوانية في مديرية زراعة طرطوس الدكتور ياسر غانم أن مرض التهاب الكبد فيروسي ظهر بشكل مفاجئ قبل 3-4 أشهر في المداجن، وأدى إلى نسبة نفوق تراوحت بين 10-30% ضمن القطعان المصابة، حيث تتجمع كميات من السوائل في التامور حول القلب.
أكد غانم أن المرض حالياً تحت السيطرة وفي آخر مراحله، بعد اتخاذ جميع أصحاب المداجن الإجراءات الوقائية اللازمة للحفاظ على سلامة قطعانهم، مشير إلى أن نسبة النفوق في بعض القطعان المصابة بالمحافظة ضمن الحدود الطبيعية وفق النشرة العلمية للمرض والتي تصل فيها نسبة النفوق إلى 50%.
لفت غانم إلى أن وفد من وزارة الزراعة يقوم حالياً بجولة على مداجن المحافظة كافة للاطلاع على وضع القطعان.
بين غانم أن حالات النفوق تتأثر ارتفاع أو انخفاض، بعوامل عدة أبرزها الأمن الحيوي في المداجن من خلال الرعاية والتغذية الجيدة للقطيع، التهوية، التنظيف والتعقيم، وعدم الاستخدام العشوائي للأدوية واللقاحات، مشدد على ضرورة استخدام اللقاحات المضمونة والمستوردة بشكل نظامي لضمان موثوقيتها وفعاليتها.
لفت غانم إلى أنه عند الإصابة يجب تخفيف التغذية المركزة وإعطاء ذرة صفراء ومدرات البول، كان مدير الصحة الحيوانية في وزارة الزراعة باسم محسن أكد في حديث سابق عن وجود بعض الإصابات بمرض التهاب الكبد ذي المشتملات في بعض مزارع تربية الدجاج، والتي انحصرت في بعض المزارع بمدينة حماة وريف دمشق والساحل السوري.
بحسب محسن نسب النفوق التي تم تسجيلها ضمن الحدود الطبيعية للمرض وتزداد بحسب الخلل الحاصل في شروط التربية الصحيحة، ومثله مثل كل الأمراض الفيروسية لا يمكن السيطرة عليه إلا من خلال التحصين المسبق للأمّات للحفاظ على المناعة الأمية عند الصيصان في مراحل التربية الأولى ريثما يتم إعطاء اللقاح لهذه الصيصان لبناء نظامها المناعي الذي يقيها من المرض، وهذا يحتاج إلى شروط تربية صحيحة وأعلاف جيدة خالية من السموم الفطرية المعروفة بدورها في تعقيد أي إصابة مرضية.