العائدون يرفعون الصوت ضائقتنا خانقة وأملنا أن لا يطول انتظار المساعدات الدولية

وقع العائدون السوريون من لبنان بسبب الحرب الوحشية التي يشنها الكيان المحتل بضائقة كبيرة لجهة تأمين المأوى حيث لا تمتلك الكثير من العائلات مسكن تأوي إليه، وحتى التي تملكه فإنه يحتاج إلى إعادة ترميم وتأهيل وفرش، فيما تؤرق أرباب الأسر صعوبة إيجاد فرصة عمل يمكن أن تغطي نفقات أسرهم المعيشية، علماً أن الحكومة السورية لم تدخر جهد لتيسير دخول السوريين العائدين عبر الحدود مع لبنان، وقدمت لهم كل أشكال المساعدة الطارئة، لكن في ظل الظروف الراهنة فلا إمكانات متاحة لديها لتغطية النفقات الكبيرة للعائلات العائدة، وخاصة لجهة تأمين المساكن وترميم المتضرر منها، ولا بد من التفاتة مسؤولة من المنظمات الدولية الإنسانية لدعم الحكومة للمساهمة بتمكينها من تلبية احتياجات العائدين.

العائدون

لدى لقاءات مع صحيفة محلية مع العائدين إلى بلدة ناحتة، ذكر أبو باسل أن وضعهم غير مقبول أبداً، فهم عادوا على وجه السرعة تجنب لويلات العدوان الإسرائيلي الغاشم، وبقيت كل ممتلكاتهم حيث كانوا يقيمون في لبنان، وهذا ما يستدعي دعم كبير لهم للتمكن من تأمين السكن وتغطية متطلبات المعيشة من خلال تصدي المنظمات الدولية لهذه المهمة الإنسانية.

أشارت أم خالد إلى أن الجهات المعنية قدمت لهم كل التسهيلات والمساعدات الممكنة منذ عبورهم إلى أرض الوطن، كما أن المجتمع المحلي بادر إلى استضافتهم وتقاسم المسكن والمأكل معهم، لكن  هذا كله مؤقت وحتى تشعر العائلات العائدة بالاستقرار ينبغي أن يتوفر الدعم الدولي الكافي لسد احتياجاتها الكبيرة.

ناشد أبو أحمد المجتمع الدولي لأن يلتفت إلى معاناتهم والعمل على تبديدها من خلال رفع العقوبات والحصار عن سورية لتتمكن الحكومة من تأمين موارد يمكن بها أن تساند العائدين على تأمين مستلزمات العيش.

من جهته رئيس بلدية ناحتة علوان العبد الرحمن ذكر أن عدد الأسر العائدة إلى بلدة ناحته يبلغ حوالي ٧٥ أسرة وهناك اثنتان من العائلات اللبنانية، وإجمالي عدد أفراد العائلات العائدة يصل إلى نحو ٣٠٠ شخص، كما وبيّن أنه تم تأمين منازل للعائلات التي ليس لديها مكان سكن عن طريق المجتمع المحلي، كما تم تقديم المساعدة الإغاثية من فرع الهلال الأحمر لعدد من العائلات، وهناك بعض العائلات تم التريث بتسجيلهم من الهلال لعدم وجود ثبوتيات ويتم السعي لمعالجة الأمر.

ذكر أنه تم بتوجيهات من المحافظة العمل بالتنسيق مع المجتمع على تقديم كل أشكال العون الممكنة للعائدين، لكن كل هذا العون لا يكفي ولا بد من دعم دولي لتمكين العائلات العائدة من معاودة التأسيس لحياتهم من جديد، خاصةً وأنهم عادوا من لبنان بالثياب التي يرتدونها فقط وتركوا كل شيء خلفهم.

بدوره رئيس بلدية تل شهاب علي الحشيش ذكر أنه تم تزويد فرع الهلال الأحمر في درعا بأسماء العائدين من لبنان، حيث وصل عدد العائلات حتى الآن لنحو ١٢ عائلة عدد أفرادها حوالي ٥٠ شخص، ووفد إلى البلدة فريق طبي وقدم للمحتاجين من العائدين الخدمات الصحية، فيما التواصل مستمر مع المحافظة والهلال الأحمر من أجل تقديم المساعدات لهم، علماً أن المجتمع المحلي بالتعاون والتنسيق مع مجلس البلدة قدم ما أمكن من مستلزمات للعائدين.

أكد على أهمية رفع الحصار والعقوبات عن البلاد لإتاحة المجال أمام تحسين الوضع الاقتصادي الذي لا شك سينعكس إيجاباً على العائدين وعموم السوريين.

إرسال تعليق

أحدث أقدم