في خطوة تهدف إلى تعزيز الاقتصاد السوري وإعادة إعماره في ظل الأوضاع الراهنة، أعلنت الحكومة الانتقالية السورية عن عزمها تبني نموذج السوق الحرة كجزء من استراتيجيتها الاقتصادية الجديدة، يشير مفهوم السوق الحرة إلى نظام اقتصادي يتسم بتبادل السلع والخدمات بحرية ودون تدخل حكومي كبير، حيث يتم تحديد الأسعار بناء على قوى العرض والطلب.
تسعى الحكومة الانتقالية من خلال هذا النموذج إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، أبرزها زيادة الكفاءة الاقتصادية وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين السوريين، إذ سمح هذا النظام للأفراد والشركات بإبداء القرارات الاقتصادية بحرية، بدء من الإنتاج وصولاً إلى البيع وتحديد الأسعار، مما يعطيهم فرص أكبر للمنافسة والابتكار.
تتضمن الخصائص الرئيسية للسوق الحرة مجموعة من العناصر التي تسهم في تطوير الاقتصاد وتعزيز القدرة التنافسية، من بين هذه الخصائص، الحرية الاقتصادية التي يتمتع بها الأفراد والشركات، مما يمنحهم القدرة على اتخاذ قرارات ملائمة حسب متطلبات السوق. كما أن التنافس الذي تحفز عليه السوق الحرة يؤدي إلى تحسين جودة المنتجات والخدمات، ويعمل على تقليل الأسعار بما يتناسب مع توقعات المستهلكين.
على الرغم من الفوائد العديدة التي يمكن تحقيقها من خلال تبني نموذج السوق الحرة، إلا أن الحكومة تدرك تماماً التحديات المحتملة المرتبطة به، فهذا النموذج قد يؤدي إلى تفاوتات اجتماعية واقتصادية، وسط إمكانية حدوث أزمات اقتصادية إذا لم يتم تنظيم العملية بشكل مناسب، من حيثية طبيعة السوق الحرة، قد تظهر احتكارات قد تقلل من حدة المنافسة في بعض القطاعات.
ختاماً تؤكد الحكومة الانتقالية أن تبني نموذج السوق الحرة يتطلب مشاركة فعالة من المواطنين والمستثمرين على حد سواء، مع ضرورة وجود بعض القوانين والتشريعات التي تضمن عدم استغلال هذا النظام بصورة سلبية وتحمي حقوق الملكية العامة، مع ذلك فإن خطوات الحكومة نحو تبني هذا النموذج جاءت كجزء من رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز الابتكار والنمو الاقتصادي، وبناء اقتصاد سوري جديد يتماشى مع التحديات الراهنة ويعكس تطلعات الشعب السوري نحو مستقبل أفضل.