منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد باتت مناطق الشمال السوري في محافظتي إدلب وحلب، تشهد انخفاض تدريجي في أعداد السكان، كما انخفض الطلب على المنازل وانخفضت أسعار إيجارات السكن والمحال التجارية، وغاب الازدحام عن مراكز التسوق وشوارع المدن الكبيرة، الباب وأعزاز والدانا وإدلب وسرمدا وغيرها من المدن التي تضخمت وزاد حجمها خلال السنوات الماضية لتستوعب الأعداد الهائلة من المهجرين والنازحين من مختلف المناطق السورية.
ما إن أعلن عن سقوط النظام حتى بدأت أعداد كبيرة من السوريين المهجرين القاطنين في المناطق الحدودية بريفي حلب وإدلب، العودة إلى مناطقهم، حيث رصدنا خلال الأسبوع الماضي الازدحام المروري الهائل على الطريق الدولي حلب-دمشق، فالمسافة التي يمكن قطعها في الأحوال العادية بين الشمال والجنوب بحوالي 4 ساعات تقريباً، كان الناس يحتاجون لأكثر من 8 ساعات لقطعها، بسبب الاختناقات المرورية على مشارف المدن الكبيرة، حماة وحمص ودمشق.
برغم العودة الجزئية للمهجرين من مناطق الشمال نحو مناطق الداخل السوري، إلا أن أثرها كان واضح على الكثافة السكانية في الشمال، والتي انخفضت بشكل ملحوظ خلال الأسبوع الماضي، حيث أدى ذلك إلى تضرر الكثير من القطاعات الخدمية في الشمال بسبب عودة المهجرين إلى مناطقهم، كما كان قطاع العقارات الأكثر تأثر، حيث انخفض ايجار المنزل إلى ما دون الـ50 دولار أميركي، بعدما كانت الأسعار قبل شهر تقريباً، تتراوح بين 100 و200 دولار، كما أن أسعار العقارات السكنية والتجارية والأراضي انخفضت بنسبة 35 في المئة تقريباً، بحسب مصادر في مدينة الدانا، شمالي إدلب.
ختاماً قال تجار في مدينة الدانا إن المنطقة استعادت شيئاً من عافيتها بعد أن غادرها آلاف المهجرين، مشيرين إلى أن تنظيم رحلات عكسية من باقي المحافظات أنعش السوق، كما أن الكثيرين لا يستطيعون العودة لأن منازلهم شبه مدمرة.