يبذل العاملون في بنك الدم المركزي الذي يعتبر أكبر بنوك الدم في سوريا جهود كبيرة لتأمين أكياس الدم لسائر جهات القطاع الطبي، في ظل تخوفٍ مشروع من حدوث أزمة في تأمين أكياس الدم، بعد فقدان المورد الأساسي، وانخفاض أعداد المتبرعين بشكل كبير.
تقول مصادر طبية إن كميات الدم خلال فترة النظام السابق كانت بالكاد تكفي، ولم يكن هناك فائض على الرغم من العدد الكبير للمتبرعين، الذي كان يصل يومياً لحوالي 600 متبرع، ما يشرع الأبواب أمام تخوفاتٍ من أزمة كبيرة، في الفترة المقبلة في ظل فقدان الموارد الأساسية.
إحدى مندوبات مركز التلاسيميا في دمشق ذكرت أن المركز طلب من المرضى تأمين الدم بأنفسهم، بعد أن كان يقوم بتأمينها في وقتٍ سابق، كل ذلك بسبب الخوف من شح الأكياس أو انقطاعها، خاصةً وأن مريض تلاسيميا واحد قد يحتاج لأكثر من 15 كيس، وهو ما قد يصعب تغطيته لاحقاً، وحيث أن الأمر لا يقتصر على مرضى التلاسيميا، فإن الوجع واحد لدى مرضى عمليات القلب المفتوح التي قد تتطلب أحياناً 16 كيسا لمريض واحد، وعمليات جراحية أخرى كالنزف الشديد ومرضى الأورام.
من الجدير ذكره أن بعض المندوبين والعاملين، كانوا يقومون باحتكار وبيع أكياس الدم، واستغلال حاجة المرضى، في عدة مشافي حكومية وخاصة، وفقاً لما أكده أحد موظفي بنك الدم، والذي بين بأن العملية كانت تتم من خلال طلب المندوب عدد يفوق حاجة المريض بغية بيع الفائض من الأكياس، في ابتزاز واضح واستغلال لأوجاع المرضى.