قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للقادة العسكريين والصحفيين بعد أسبوع من سقوط بشار الأسد في سوريا: يدي لم تتلطخ بدماء أحد، ولم أسرق أموال أحد، حيث يمتنع السيسي الجنرال السابق في الجيش الذي وصل إلى السلطة قبل عشر سنوات بعد انقلاب، حتى الآن عن الإدلاء بتعليقات مباشرة بشأن رحيل الأسد. ومع ذلك، أشارت تصريحاته إلى شعوره بعدم الأمان بشأن مصير حكمه.
مع رحيل الأسد ربما يدرك السيسي الآن تمام الإدراك أنه أصبح الحاكم الأكثر استبدادية في المنطقة العربية، حيث يقبع أكثر من 65 ألف سجين سياسي في سجونه، وتم توثيق اختفاء الآلاف قسرا، وتحول التعذيب إلى سياسة دولة ممنهجة تصل إلى حد جريمة ضد الإنسانية.
في منتصف كانون الأول عقد السيسي اجتماع مع قادة الجيش والشرطة، إلى جانب الصحفيين الموالين للحكومة، في مقر القيادة الإستراتيجية في العاصمة الإدارية الجديدة، مدينته الجديدة المثيرة للجدل والتي تبلغ تكلفتها 58 مليار دولار شرق القاهرة.
لم يتم بث الاجتماع بالكامل، واختارت وسائل الإعلام الرسمية عدد من المقتطفات التي تركزت على نقطتين للحديث: السيسي ليس الأسد، ويجب على المصريين ألا يسيروا على خطى المتمردين السوريين، كما تجلى القلق المحيط بالتطورات في سوريا في الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها السلطات المصرية تجاه السوريين، ومعظمهم من اللاجئين، المقيمين في مصر.
ختاماً مع أحداث القاهرة عندما خرج أفراد من الجالية السورية إلى الشوارع للاحتفال بسقوط الأسد، تم احتجازهم بحجة الاحتجاج دون تصريح، يبدو أن الدافع الأساسي يمتد إلى ما هو أبعد من مجرد الجوانب القانونية.