تشهد سوريا عملية إعادة ترتيب شاملة تقودها قوى دولية إذ يرى خبراء أن النفوذ الأكبر صار في يد الولايات المتحدة، بينما أصبحت اللاعب الرئيس في دعم المجموعات المسلحة المعارضة، حيث أوضح الخبرء أن تلك الترتيبات تهدف إلى توحيد السلطة وبسط الأمن على كامل الأراضي السورية، مع التركيز على التخلص من جيوب تنظيم بالأخص في المناطق الشرقية.
أشاروا إلى أن الولايات المتحدة تتجه نحو تعديل استراتيجيتها في ، مع احتمال زيادة مدة وجودها العسكري في ظل التحديات المستجدة، كما بينوا أن هناك توافق سياسي وعسكري ناشئ، يهدف لضمان استقرار المنطقة ومنع تكرار السيناريوهات المأساوية في مدن مثل الرقة والموصل، كما أكد الخبراء أن هذه التطورات تمثل مرحلة جديدة من التوازنات الدولية، مع التركيز على احتواء التنظيمات الإرهابية وضمان أمن سوريا ودول الجوار.
يقول القيادي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، طارق الأحمد، إن الساحة السورية تمر بإعادة ترتيب شامل، وهذه المرة بقيادة أمريكية، حيث أوضح أن مناطق النفوذ كانت موزعة سابقاً بين الولايات المتحدة في الشمال الشرقي، وروسيا وإيران في مناطق أخرى، تحت سيطرة النظام السابق، كما أضاف الأحمد أن إدلب كانت منطقة نفوذ تركي مدعوم أمريكياً، لكن الآن تغيرت الصورة لتصبح الولايات المتحدة صاحبة النفوذ الأكبر على كامل الأرض السورية، بينما يتركز النفوذ المباشر بيد تركيا وفق تعبيره.
أشار الأحمد في حديثه إلى أن تركيا تدعم وتوجه مجموعات المعارضة المسلحة التي باتت تسيطر على كامل الجغرافيا السورية تحت اسم إدارة العمليات العسكرية بقيادة أحمد الشرع، وأكد أن الترتيبات العسكرية والسياسية تهدف إلى بسط الأمن والسلطة، مع التركيز على التخلص من جيوب تنظيم داعش، خاصة في المناطق الشرقية.
في السياق ذاته، أشار المحلل السياسي طارق عجيب إلى أن إسقاط النظام في سوريا دفع الولايات المتحدة إلى تعديل استراتيجيتها الإقليمية، أوضح أن الزلزال الذي ضرب سوريا أسهم في تغيير مواقف واشنطن؛ ما أدى إلى زيادة عدد الجنود من 900 إلى نحو 2000، وفق قولهم لمحاربة تنظيم داعش والتنظيمات الإرهـابـية، حيث أضاف أن تكرار سيناريوهات مثل الرقة أو الموصل يبدو مستبعد لأن المتغيرات الحالية تختلف بشكل جذري عن تلك الفترة.
ختاماً تابع أن الولايات المتحدة، بالتعاون مع التحالف الدولي ودول الجوار مثل العراق وتركيا، تسعى لضبط الأوضاع الأمنية والقضاء على الذراع العسكرية لداعش، مشدد على أهمية التفاهمات السياسية لضمان استقرار المنطقة ومنع أي تهديد مستقبلي.