كشفت مصادر اقتصادية محلية عن إجراءات غير معلنة اتخذها مصرف سوريا المركزي خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية، حيث ساهمت تلك الإجراءات في استمرار تحسن واستقرار سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي وبقية العملات العربية والأجنبية، بحسب خبراء في مجال الاقتصاد فإنه من المتوقع أن يشهد سعر صرف الليرة السورية مفاجآت كبرى في حال استمر مصرف سوريا المركزي باتخاذ إجراءات تصب في مصلحة الليرة السورية والاقتصاد في البلاد بشكل عام.
أوضح الخبراء أن الإجراءات المتخذة تمت دون إعلان رسمي، وهو أمر طبيعي يحدث في كافة البلدان حول العالم، حيث أن المصرف المركزي السوري في الفترة الانتقالية في سوريا أمام الكثير من التحديات وليس مفروض عليه أن يعلن رسمياً عن كل إجراء يتخذه، لاسيما إذا أن الهدف من تلك الإجراءات دعم استقرار الأسواق وسعر الصرف.
أشاروا إلى أن مصرف سوريا المركزي وجّه كافة المصارف العاملة في البلاد إلى الامتناع عن ضخ الليرة السورية في الأسواق، الأمر الذي جعل كبار التجار والصناعيين وأصحاب المصانع يضطرون لبيع جزء من الدولارات التي يدخرونها من أجل الحصول على العملة السورية من أجل تغطية نفقاتهم.
أضاف الخبراء أن ما سبق جعل الطلب على الليرة السورية يرتفع بشكل كبير، ومعه سوف تستمر الليرة السورية بالتحسن على حساب الدولار الأمريكي الذي يقوم مصرف سوريا المركزي بجمعه لترميم خزينته بالقطع الأجنبي، حيث نوه المحللون والخبراء إلى أن العرض من الدولارات في الأسواق ارتفع بشكل ملحوظ مؤخراً، مع إجراء آخر غير معلن اتخذه مصرف سوريا المركزي، ويتمثل بالتمسك بالليرة السورية ورفع حجم الاحتياطي منها.
لفتوا إلى أن تمسك مصرف سوريا المركزي بالليرة السورية يأتي من أجل تحقيق هدفين، أولهما تجفيف السيولة في السوق ورفع الطلب على العملة السورية، وثانيهما التمسك باحتياطي الليرة السورية من أجل أن تفي الحكومة بالتزاماتها بدفع زيادة رواتب الموظفين بنسبة 400 بالمئة التي ستبدأ اعتباراً من شباط 2025 المقبل.
توقع الخبراء أن يصل سعر صرف الليرة السورية إلى مستويات مهمة أمام الدولار الأمريكي خلال الفترة المقبلة، حيث من الممكن أن يصل سعر الصرف لمستويات مفاجئة، لاسيما في حال تزامنت إجراءات مصرف سوريا المركزي مع رفع العقوبات الاقتصادية الأوروبية والأمريكية عن سوريا خلال الفترة القريبة المقبلة.
ختاماً لا يستبعد المحللون والخبراء أن يصل سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي خلال الأشهر القليلة القادمة إلى حدود الـ 8 آلاف ليرة سورية لكل دولار أمريكي واحد، حيث من الممكن الوصول لهذه المستويات بسرعة أكثر من المتوقع في حال بدء الشركات العالمية بتنفيذ مشاريع إعادة البناء والإعمار بشكل مبكر بعد رفع العقوبات.
