سجلت الليرة السورية ارتفاع كبير في قيمتها وسعر صرفها أمام الدولار الأمريكي خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث تمكنت من استعادة نسبة كبيرة من قيمتها أمام الدولار خلال آخر 60 يوم في تعاملات السوق الموازية بمختلف المناطق في البلاد.
يؤكد خبراء الاقتصاد أن نسبة التحسن بقيمة الليرة السورية خلال الشهرين الماضيين بلغت نحو 65 بالمئة من إجمال قيمة الليرة السورية أمام الدولار، كما لفت الخبراء إلى أن هذا التحسن بهذه النسبة يصنف على أنه حالة نادرة غير مسبوقة في تاريخ تعاملات الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، حيث لم يسبق أن ارتفعت قيمتها بنسبة 65 بالمئة خلال شهرين فقط.
بلغ سعر صرف الليرة السورية مع نهاية تعاملات هذا اليوم مستويات الت 9800 ليرة سورية لكل دولار أمريكي واحد، وذلك بعد أن وصل سعر صرفها إلى حدود الـ 16 ألف ليرة سورية خلال تعاملات شهر ديسمبر الفائت، رغم هذا التحسن الملحوظ والكبير بقيمة الليرة السورية مؤخراً، إلا أن معظم خبراء الاقتصاد يجمعون على أن هذا الارتفاع بقيمتها مجرد ارتفاع وهمي، مرجعين ذلك إلى أن هذا الارتفاع جاء بفعل نهج مصرف سوريا المركزي القائم على حبس السيولة النقدية من العملة السورية.
أشار الخبراء إلى أن التحسن من أجل أن يكون حقيقياً في سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي يجب أن يكون بسبب إجراءات اقتصادية وإجراءات إصلاحات شاملة في القطاعات الاقتصادية والمصرفية عموم، حيث يحذر خبراء الاقتصاد من ارتداد سعر صرف الدولار مجدداً إلى الأرقام الذي انطلق منها بالانخفاض، منوهين أن السعر الواقعي والمنطقي للدولار أمام الليرة السورية في الفترة الحالية يجب أن يتراوح بين حدود الـ 15 ألف ليرة سورية ومستويات الـ 16 ألف ليرة سورية لكل دولار.
يطالب الخبراء بضرورة أن يتحرك المصرف المركزي السوري ويضع قوانين محددة للعمل في مهنة الصرافة وعدم إفساح المجال للصرافين والمتلاعبين بسعر الصرف لتحقيق أهدافهم الربحية، كما يؤكدون أن الليرة السورية ستبقى تترنح دون الوصول إلى الاستقرار طالما أن عملية الإنتاج في البلاد لم تبدأ بوتيرة متسارعة ومستقرة، حيث يمكن حينها تحديد القيمة الحقيقية لليرة السورية.
