من الطبيعي ومع قدوم شهر رمضان المبارك من كل عام أن ترتفع حوالات المغتربين لذويهم في الداخل السوري، ولكن التوقعات لهذا العام تشي بانخفاضات محتملة ترتبط بالمتغيرات في المشهد الاقتصادي، حيث تشير التقديرات إلى أن معدل الحوالات الخارجية يصل إلى مليوني دولار يومياً، وترتفع بين 3-4 أضعاف في شهر رمضان المبارك عن الأيام العادية.
بين أصحاب شركات صرافة أنه بالنسبة للحوالات الخارجية تزيد في شهر رمضان بشكل تقليدي، وهذا يملي ضرورة بلورة آليه مرنة للتعاطي مع هذه الزيادة، حيث يرى الباحث الاقتصادي ورئيس مجلس النهضة السوري عامر ديب، أن الشركات لا تلتزم بسعر صرف المركزي، بل تقوم بالتسعير وفق السوق الموازية، وحتى أقل من الموازية في بعض الأحيان، لذلك معظم الحوالات اليوم تأتي عبر قنوات غير رسمية للاستفادة من الفروقات.
فيما يتعلق بالحوالات الداخلية، لم يخف الباحث الاقتصادي بأننا كنا نشهد زيادة ملحوظة في معدلاتها خلال شهر رمضان المبارك بحوالي الضعف، نظراً لارتفاع مؤشر التعاملات التجارية وكذلك التحويلات، ولكن هذا العام تشير التوقعات إلى جمود بعض الشيء لأسباب تتعلق بجمود الأسواق وضعف القوة الشرائية عند المواطن، إضافة إلى ضعف أو ما يشبه توقف السحوبات المصرفية.
برأي ديب في شهر رمضان المبارك يزيد الطلب على السلع وتالياً يرتفع مؤشر الحوالات بزيادة الطلب على الليرة، وسيؤدي ذلك إلى انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الليرة، وهذا الحديث ينطبق وفق مبدأ العرض والطلب، أما الأسس الاقتصادية الأخرى غير موجودة حالياً.
ختاماً رأى ديب ضرورة أن يتدخل المصرف المركزي بسوق الحوالات حتى يستفيد منها المواطنون بدلاً من شركات الصرافة والصرافين، حيث يوجد استغلال وسرقة لمدخراتهم، لافت إلى أن شهر رمضان الحالي في حال بقي المشهد الاقتصادي على حاله سيكون مختلفاً ولن يكون هناك طلب على السلع إلا من قبل فئة ضيقة تشمل التجار وذوي الدخل المرتفع أو ممن استطاع المحافظة على استقراره المالي.