تنتعش سوق الحوالات المالية الخارجية التي تصل إلى سوريا بشكل كبير مع قدوم شهر رمضان من كل عام، حيث يعتبر هذا الشهر موسم الحوالات بامتياز، أذ تتضاعف حوالات المغتربين المرسلة إلى ذويهم وأقربائهم داخل سوريا.
بحسب مصادر محلية، فإن سعر دولار الحوالات في سوريا اليوم يثير الكثير من الجدل، لاسيما أن معظم الناس يشتكون من تسليمهم الحوالة المالية بسعر صرف للدولار أقل من سعر الصرف المتداول سواءً في النشرة الرسمية الصادرة عن مصرف سوريا المركزي أو في تعاملات السوق الموازية.
أشارت المصادر إلى أن موسم الحوالات هذا العام من المحتمل أن تطرأ عليه بعض التغيرات المحتملة المرتبطة بالتغيرات التي شهدها الواقع الاقتصادي في سوريا بشكل عام، حيث يقدر خبراء الاقتصاد معدل الحوالات التي تصل إلى السوريين يومياً بحلول شهر رمضان بنحو 8 ملايين دولار أمريكي، وفي الأحوال الطبيعية خارج شهر رمضان والمناسبات ينخفض المعدل إلى نحو 2 مليون دولار تصل إلى سوريا كحوالات خارجية في اليوم الواحد.
لفتت المصادر إلى أن مصرف سوريا المركزي يبدو أنه خارج اللعبة هذا الموسم، حيث أنه لم يتخذ أي إجراءات أو قرارات تجعل ملايين الدولارات تصب في خزينته بدلاً أن تصب في خزائن شركات الصرافة ومكاتب الحوالات غير الرسمية، كما نوهت إلى أن كافة شركات الصرافة والحوالات لا تلتزم بسعر دولار الحوالات المعلن عنه في نشرات مصرف سوريا المركزي، حيث تقوم بالتسعير بحسب مصالحها، وذلك للاستفادة من فرق سعر الصرف في تحقيق أرباح سريعة.
أفادت ذات المصادر إلى أن موسم الحوالات المالية في رمضان تظهر بعض المنافسة بين شركات الصرافة ومكاتب الحوالات، الأمر الذي قد يصب في مصلحة المستفيدين من الحوالات، لكن على العموم ومهما كانت المنافسة إلا أن الشركات والمكاتب لا تسلم الحوالات بسعر صرف أعلى من السعر الرائج في السوق السوداء، يأتي ذلك في ظل توقعات بأن ينخفض معدل الحوالات في سوريا هذا العام خلال شهر رمضان عن المعدل في الأعوام الماضية، وذلك لعدة اعتبارات، في مقدمتها سعر دولار الحوالات الذي يتم فيه تسليم الحوالة للمستفيدين.
في حال انخفض معدل الحوالات المالية الخارجية التي تأتي إلى البلاد من المتوقع أن لا يكون هناك طلب قوي على السلع والبضائع في الأسواق السورية، وذلك نظراً لعدم وجود سيولة مادية لدى شريحة واسعة من السوريين الذين كانوا يعتمدون على الحوالات الخارجية بشكل أساسي.