الفقر المدقع بات يطفح من البيوت.. أين ذهب مخزون مصرف سوريا المركزي؟

لا يصدق أبو محمد أن مبلغ الـ100 دولار، التي يرسلها ابنه من ألمانيا باتت تساوي فقط 750 ألف ليرة، فهو معتاد على مبلغ 1.500000 ليرة الذي يعود به إلى المنزل، بعد تصريف المبلغ نفسه كل شهر!، يتساءل أبو محمد ثم يضيف لموقع تلفزيون سوريا: كيف يمكن أن ترتفع الليرة، ولا تنخفض الأسعار انسجام مع هذا الارتفاع؟.

خلال الشهرين الماضيين كان لغز الاضطراب في سعر الليرة، فخلال أيام قليلة ارتفعت قيمتها من قرابة 11000 ليرة للدولار الواحد، إلى 7500 ليرة للدولار، في حين تقول نشرة البنك المركزي إن السعر هو 13000 ليرة لكل دولار!.

تبع خبراء الاقتصاد فإن ارتفاع العملات الوطنية، مرتبط بمشاريع الإنتاج الصناعي والزراعي وحجم التصدير للخارج، لكن أياً من هذا لم يحصل في سوريا، ومع ذلك فإن الليرة ترتفع والأسعار تبقى مرتفعة هي الأخرى، فمن يستطيع حل هذا للغز؟.

رغم أن وزير الاقتصاد في الحكومة السورية المؤقتة، باسل عبدالحنان، قال لوسائل الإعلام، إن ارتفاع الليرة أمام الدولار وهمي،  رابط إياها بالمضاربات بين التجار، إلا أن هذا التفسير، لم يكن ليعفي البنك المركزي من ضبط سعر الصرف، أو على الأقل تضييق الفجوة بين السعر الرسمي والسعر الرائج.

تأثر قيمة الحوالات الخارجية، حيث أن التذبذب في سعر الليرة السورية أمام الدولار، ترك أثره الكبير، على العائلات المعتمدة على الحوالات الخارجية، في تأمين مصروفها الشهري، إذ إن هبوط قيمة الدولار بشكل سريع ومفاجىء، مع بقاء الأسعار ملتهبة، جعل تلك العائلات غير قادرة على تأمين متطلبات العيش.

أين ذهب مخزون مصرف سوريا المركزي

نقص السيولة.. أين ذهب مخزون المصرف المركزي؟

ويربط الباحث الاقتصادي علي الجهني، موضوع ارتفاع قيمة الليرة أمام الدولار، بنقص سيولة العملة السورية في البنوك والسوق، ويضيف لموقع تلفزيون سوريا: تحديد البنوك لسقف منخفض للسحب، إضافة إلى التأخير بصرف الرواتب، يؤكد أن السيولة المتوفرة قليلة.

كيف يمكن تفسير نقص سيولة العملة السورية؟ وأين ذهبت كميات المال التي يفترض أنها متواجدة في البنك المركزي؟

يذكرنا الجهني بما أعلنته وزارة الداخلية العراقية، يوم 9 من كانون الأول 2024، حول ضبط 5 مليارات ليرة سورية مخبأة في شاحنة بمحافظة كركوك شمالي البلاد ويضيف: على الأرجح تعرض البنك المركزي لعمليات سطو ضخمة، في الساعة الأولى لسقوط النظام، كل هذا يبدو مجرد تفاصيل غير هامة، بالنسبة لأبي محمد، فهو يريد مبلغ مليون ونصف ليرة سورية، مقابل الـ100 دولار التي يرسلها ابنه من ألمانيا، وإلا، فلتنخفض الأسعار إلى النصف، مثلما انخفضت قيمة الدولار أمام الليرة!.

لغز اضطراب قيمة الليرة أمام الدولار، فسره مصدر بالمصرف المركزي، لوسائل الإعلام، بالقول، إنه عائد إلى حالة الارتياح العام للأحداث السياسية، إضافة إلى أن الاستيراد ما زال في حدوده الدنيا، إلى جانب تسليم الحوالات الخارجية بالقطع الأجنبي والسماح للمصارف بتمويل المستوردات.

لكن الباحث الجهني، يرد على ذلك بالقول: "لماذا إذن، هناك تباين كبير في سعر الصرف بين المركزي، والسوق الموازي؟، تلك الإشكالية قال مصدر المصرف المركزي، إنها ستحل عبر ضخ المزيد من السيولة بالليرة، إلى جانب تخفيض السعر بالنشرة الرسمية.

سبق للمركزي أن قال أيضاً، إن نقص السيولة النقدية بالعملة السورية، يتعلّق بالإجراءات التقييدية للسحب والتحويلات من الحسابات بالمصارف، في عموم البلاد، من أجل التدقيق  في حسابات بعض الجهات المرتبطة بالنظام المخلوع، حيث يتوقع المتابعون لسوق الصرف، أن يرتفع الدولار بشكل سريع، مقابل الليرة السورية، ويقولون إن انخفاضه الوهمي، مؤقت وسينتهي خلال أيام. وهو ما دفع كثيرين لتحويل مدخراتهم نحو الذهب، باعتباره الأكثر استقرار.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Advertisement