تداولت مصادر إعلامية وإقتصادية محلية سورية عن مصادر تقول أنها خاصة عن أحاديث داخل أروقة مركز صناعة القرار في مصرف سوريا المركزي عن إمكانية التوجه إلى تسليم الرواتب في سوريا بالليرة التركية خلال الشهرين المقبلين، وذلك في ضوء عدم توفر السيولة النقدية اللازمة من الليرة السورية التي تسمح بتسليم الرواتب بالعملة المحلية.
كشفت مصادر من داخل مصرف سوريا المركزي أن هذا الخيار يتم مناقشته مع الجانب التركي، وذلك من أجل تأمين كتلة الرواتب في سوريا خلال شهري آذار ونيسان بالليرة التركية مع اتخاذ قرار زيادة رواتب الموظفين بنسبة 400 بالمئة.
حول أسباب التوجه إلى هذا الخيار، أشارت المصادر أن السبب الأول هو نقص السيولة من الليرة السورية، بالإضافة إلى أن عدد كبير من السوريين في الفترة الحالية يتقاضون رواتبهم بالليرة التركية، لاسيما في المناطق الشمالية من البلاد.
لفتت المصادر إلى أن العملة التركية باتت متداولة في مختلف المحافظات السورية، حيث أن عدد كبير من المحال التجارية والتجار وحتى البقاليات الصغيرة في القرى النائية باتت تقبل التعامل بالليرة التركية، وذلك نظراً لتوفرها بكثرة بين أيدي عدد كبير من السوريين الذين جاؤوا من شمال سوريا إلى مدنهم وقراهم في بقية المحافظات السورية.
نوهت إلى أن هذا القرار في حال اتخذه مصرف سوريا المركزي سيكون حلاً مؤقتاً يحل مشكلة تسليم الرواتب، حيث تم تأجيل تسليم الرواتب مع الزيادة بنسبة 400 بالمئة الشهر الماضي لعدم توفر السيولة النقدية من العملة السورية لتغطية جميع رواتب الموظفين بعد الزيادة.
بحسب المصادر، فإن المشكلة الوحيدة بالنسبة لصرف الرواتب بالليرة التركية بدلاً من الليرة السورية تتمثل بالتقلبات التي يشهدها سعر صرفها أمام الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى تقلبات سعر صرفها أمام الليرة السورية نظراً لارتفاع وانخفاض قيمة العملة السورية بشكل سريع خلال أيام قليلة.
وأكدت المصادر أن التعامل بالليرة التركية في الأسواق السورية هو تعامل مؤقت ومرحلي، حيث سيتم التخلي عنها مع تعافي الاقتصاد السوري واستقرار سعر صرف الليرة السورية بشكل كامل وتوفر السيولة النقدية بكميات تلبي الاحتياجات لدى مصرف سوريا المركزي خلال الفترة المقبلة.
ختمت المصادر حديثها مشيرة إلى المناقشات لا تزال تدور حالياً هو مسألة تسليم الرواتب إما بالليرة التركية أو الليرة السورية، حيث من المحتمل تسليم الرواتب بإحدى العملتين، لكن مسألة تسليم رواتب الموظفين مع الزيادة بنسبة 400 بالمئة بالليرة السورية يتوقف على مدى وصول شحنات جديدة من الأموال السورية التي تمت طباعتها في موسكو قبل موعد صرف الرواتب.