يتساءل عدد كبير من السوريين عن معنى النجاح الحقيقي في إدارة ملف الاقتصاد في سوريا خلال الفترة الحالية الحرجة، وفيما إذا كان تخفيض سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية وتخفيض أسعار البضائع يعتبر إنجاز ونجاح للقائمين على الملف الاقتصادي في البلاد، ضمن هذا السياق نشر الخبير الاقتصادي والمالي جورج خزام منشور على صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي قدم خلاله شرح مبسط عن معنى النجاح في إدارة السياسات النقدية والاقتصادية.
استهل الخبير الاقتصادي منشوره بالقول: إن جميع القائمين على إدارة السياسات النقدية والاقتصادية يعتقدون بأن نجاحهم مرتبط فقط بمقدار الانخفاض الذي يحققونه بسعر صرف الدولار وبأسعار البضائع التي يشتريها المستهلك.
أضاف: أن القائمين على إدارة السياسات النقدية والاقتصادية لا يعتبرون بأن نجاحهم مرتبط بمقدار الزيادة بحجم الإنتاج الوطني القابل للتصدير والبديل عن المستوردات، وبمقدار تخفيض نسبة البطالة بين الشعب، مثل تقييم أسعار المستوردات من السكر والرز والزيت، كما لفت إلى أن الوسيلة في تحقيق ذلك هي الإغراق بالمستوردات وبالمقابل تجفيف السيولة بالليرة السورية لمنع ارتفاع سعر صرف الدولار مع دخول تلك المستوردات والنتيجة انهيار الاقتصاد وتصفية المصانع وتسريح العمال، على حد تعبيره.
أوضح أنه إذا كان المستهلك الأخير هو الهدف فيجب أن يعرفوا بأنه أول المتضررين من تلك السياسة الهدامة، لأن المستهلك الأخير هو الموظف والعامل والصناعي والتاجر والمزارع الذين إما تم تصفية أعمالهم بسبب وصول كميات كبيرة من البضائع التركية مع تقديم التسهيلات وفتح الأسواق لهم.
أردف الخبير الاقتصادي: تراجع دخلهم جميعاً بشكل كبير جداً أكثر بكثير من كل الانخفاض الذي حصل بأسعار المواد والبضائع في الأسواق السورية، كما يأتي ذلك في الوقت الذي لا يزال معظم السوريون يعانون من عدم القدرة على تأمين قوت يومهم في ظل وجود فارق كبير وشاسع بين مستوى الدخل والرواتب وبين حجم المتطلبات والاحتياجات.
الجدير الذكر أن سعر صرف الدولار قد انخفض بنسبة كبيرة في السوق الموازية، حيث يسجل اليوم أرقام عند مستويات الـ 10500 ليرة سورية لكل دولار، لكن معظم المحللين يجمعون على أن هذا السعر وهمي وغير حقيقي.