يتبادر إلى ذهن السوريين العديد من الأسئلة الملحة التي تحتاج إلى إجابات، لاسيما حول مستقبل الوضع الاقتصادي والمعيشي في البلاد خلال الفترة المقبلة، ومن بين أهم الأسئلة المطروحة هو كم عام يحتاج الاقتصاد السوري للتعافي بالكامل..؟.
ضمن هذا الإطار نشر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تقرير مطول قدم من خلاله بعض الإجابات الواضحة عن تساؤلات السوريين حول مستقبل الاقتصاد في البلاد، بحسب تقديرات البرنامج، فإن سوريا بحاجة إلى أكثر من نصف قرن نحو 55 عام على أقدر تقدير لاستعادة المستويات الاقتصادية للبلاد في مرحلة ما قبل عام 2011، وذلك في حال تمكنت من تحقيق نمو اقتصادي قوي.
أوضح التقرير الأممي أن خسائر سوريا خلال الأعوام الماضية منذ عام 2011 وحتى عام 2025 تقدر بنحو 800 مليار دولار أمريكي من الناتج المحلي الإجمالي، كما لفت إلى ضرورة زيادة النمو الاقتصادي بأقصى سرعة ممكنة خلال العشر سنوات المقبلة من أجل ضمان الدخول في مرحلة التعافي الاقتصادي الكامل فيما بعد.
أضافت أن الناتج المحلي الإجمالي في سوريا قد انخفض بنسبة 50 في المئة مع ارتفاع في معدلات الفقر من 33 في المئة قبل عام 2011 إلى 90 في المئة حتى نهاية عام 2024، في حين بلغت نسبة الفقر المدقع في سوريا 66 في المئة، حول نسبة الفقر في سوريا حالياً، أشار التقرير الأممي الصادر حديث إلى أن تسعة من كل عشرة أشخاص سوريين اليوم يعيشون في حالة فقر.
نوه التقرير إلى أن حوالي 75 في المئة من السوريين اليوم يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، حيث تشمل المساعدات التي يحتاجها السوريون التعليم والرعاية الصحة والأمن الغذائي والمياه والوظائف ومصادر الطاقة والمياه والسكن والمأوى، كما أفاد التقرير بأن إنتاج الطاقة في سوريا قد انخفض بنسبة وصلت إلى 80 في المئة مع أضرار لحقت بمحطات توليد الكهرباء بنسبة 70 في المئة، الأمر الذي أدى إلى انخفاض قدرة الشبكة العامة بنسبة 75 في المئة، وفق التقرير.
بين التقرير أن نحو 50 في المئة من أطفال سوريا من الذين تتراوح أعمارهم بين 6 حتى 15 سنة لا يذهبون إلى المدارس، مشير أنه في ظل البيانات السابقة، فإن الاقتصاد السوري يحتاج على أقل تقدير إلى 55 عام للتعافي بشكل كامل والوصول إلى المستويات الاقتصادية التي كانت قبل عام 2011.
