تزداد التكهنات والتساؤلات في الشارع السوري حول التوجهات المستقبلية لدى مصرف سوريا المركزي والقائمين على الملف الاقتصادي في البلاد، وفيما إذا كان هناك توجهات نوعية وغير تقليدية في المرحلة المقبلة في ظل الحاجة إلى استبدال العملة الحالية بعملة جديدة.
ضمن هذا السياق كشفت مصادر اقتصادية محلية أن فكرة إصدار عملة الكترونية سورية والاستغناء عن العملة الورقية في سوريا، هي فكرة يتم تداولها لدى المصرف المركزي السوري والقائمين على ملف الاقتصاد البلاد.
أوضحت التقارير القائمين على ملف الاقتصاد السوري لديهم العديد من الأفكار غير التقليدية لكنها تحتاج إلى فترة زمنية لا تقل عن 5 أعوام من أجل تنفيذها على أرض الواقع، كما بينت أن فكرة طرح العملة الالكترونية في سوريا يمكن أن تكون الحل البديل عن استبدال العملة السورية الحالية بعملة جديدة بهوية بصرية مختلفة، حيث لا تزال مختلف الأفكار قابلة للتنفيذ في المرحلة المقبلة بعد دراسة إيجابيات وسلبيات كل فكرة.
أضافت أن الفكرة تقوم على مبدأ أن التغيير ضروري وقادم لا محالة، فلماذا لا يتم التغيير نحو الأفضل، حيث أن طرح عملة الكترونية خاصة بسوريا سيكون أقل تكلفة من خطوة طباعة عملة جديدة وسحب الأوراق النقدية الحالية من العملة السورية.
أشارت إلى أن طرح العملة الالكترونية الخاصة بالتعاملات في الأسواق المحلية سيشكل قفزة نوعية في نظام الدفع الالكتروني في البلاد، وسيكون من شأنه تعزيز نظام المدفوعات المحلي والشفافية في التعاملات المالية، بحسب خبراء في مجال الاقتصاد فإن إصدار العملة الالكترونية السورية سيحقق فوائد كبيرة للاقتصاد السوري حتى إن تم تنفيذ الخطوة بعد عدة سنوات، حيث أن تهيئة الظروف في البلاد لهذا التحول يجب أن يبدأ من هذه اللحظة.
من أبرز الفوائد التي تحدث عنها الخبراء، هي أن إصدار العملة الالكترونية في سوريا سيمنع تسرب النقد وسيحل مشكلة نقص السيولة النقدية، بالإضافة إلى الحد من مسألة تداول العملة السورية الورقية خارج النظام المصرفي، الأمر الذي سيقطع الطريق أمام المضاربين على الليرة السورية، كما أن إصدار العملة الالكترونية السورية سيكون من شأنه أن يقلل حاجة مصرف سوريا المركزي إلى طباعة الأموال بشكل مستمر خارج البلاد، الأمر الذي يوفر مبالغ مالية ضخمة على الخزينة العامة.
وفق الخبراء فإن العملة الالكترونية ستمنح المصرف المركزي السوري القدرة على تتبع اتجاهات إنفاق الأموال والرفع من سوية الرقابة على التحويلات الخارجية إلى جانب المساهمة في تحقيق الشمول المالي، ختم الخبراء حديثهم منوهين إلى أن الانتقال إلى العملة الالكترونية يحتاج إلى عمل وجهد كبير، لاسيما بما يخص إنشاء بنية تحتية قوية وأنظمة أمن سيبراني وشبكة انترنت متطورة وسريعة وموثوقة، وهي أمور تحتاج إلى خبرات وفترة زمنية من أجل تنفيذها.