كشفت مصادر اقتصادية محلية عن استراتيجية جديدة بدأ مصرف سوريا المركزي يتبعها لإدارة المرحلة المقبلة في البلاد، حيث أشارت المصادر إلى أن النهضة الاقتصادية الكبرى قادمة في حال تمكن المصرف المركزي من تنفيذ الخطط التي وضعها.
أوضحت المصادر أن مصرف سوريا المركزي يدير المرحلة الحالية بحنكة وذكاء تمهيداً لإدارة المرحلة المقبلة، حيث أنه يعمل في الفترة الحالية على جمع أكبر قدر ممكن من السيولة النقدية سواءً بالليرة السورية أو الدولار من أجل أن يصبح قادراً على التدخل في سوق الصرف بقوة فيما بعد.
بينت أن الاستراتيجية الجديدة مبنية على مبدأ استعادة زمام المبادرة والسيطرة على سوق صرف الدولار الأمريكي أمام الليرة السورية وعدم السماح للصرافين والمضاربين بالاستحواذ على هذه السوق كما يحدث حالياً، كما أشارت إلى أن مصرف سوريا المركزي يستفيد من الصرافين حالياً لذلك يتركهم، وذلك لأنه يجمع الدولار من الأسواق بسعر منخفض، حيث أن المركزي عبر وكلاء له هو من يقوم بشراء الدولارات من السوق الموازي.
نوهت نقلاً عن مصادر مقربة من مركز صنع القرار في المصرف المركزي السوري أن القائمين على اتخاذ القرارات في المركزي ينتظرون الوقت المناسب للتدخل بقوة في سوق الصرف، كما أفادت المصادر إلى أن المصرف المركزي ينتظر وصول كامل شحنات الأموال من موسكو، حينها يصبح لديه سيولة نقدية من الليرة السورية بكميات تخوله التدخل متى يشاء في السوق، بالإضافة إلى أنه يقوم بجمع كميات من الدولار بشكل متوازي مع الكميات التي تصل إليها من العملة السورية.
لفتت إلى أن هذا التوازن في جمع الدولار والعملة السورية سينعكس حين يتدخل المركزي بشكل مباشر في السوق، حيث سيكون هناك توازن في العرض والطلب بين الدولار والعملة السورية، وذلك بطريقة يتحكم بها مصرف سوريا المركزي ضمن الاستراتيجية الجديدة التي بدأ بإتباعها خلال الفترة الماضية.
بحسب معظم المحللين والخبراء في مجال الاقتصاد، فإن اتجاه سعر صرف الليرة السورية يصعب التنبؤ به، حيث أن المركزي قد يلجأ إلى الضغط في السوق نحو رفع سعر صرف الدولار ليصل لمستويات تعكس القوة الشرائية لليرة السورية، بينما يرى آخرون، أن مصرف سوريا المركزي قد يفاجئ الأسواق ويخفض سعر صرف الدولار في النشرة الرسمية وفي السوق الموازي، وذلك كله يتوقف على كميات الدولار التي يمتلكها مصرف سوريا المركزي في خزائنه، وفق الخبراء.
