تضاعفت أجور الدروس الخصوصية للشهادتين الثانوية والإعدادية هذا العام بنسبة كبيرة عن العام الماضي، خاصة أن بعض الطلاب يعتبرونها أمر ضروري يتيح لهم اكتساب جميع المعلومات والمهارات الواردة بالمقررات الدراسية.
في رصد قام به وسائل اعلام محلية في دمشق، تراوحت أجرة ساعة الرياضيات للبكالوريا العلمي بين 100-250 ألف ليرة سورية، والفيزياء والكيمياء بين 50-150 ألف ليرة سورية للساعة الواحدة، أما اللغات تتراوح ساعتها للصف الثالث الثانوي العلمي والأدبي بين 75 -150 ألف ليرة سورية.
أما للصف التاسع الإعدادي، تراوحت أجرة ساعة الخصوصي لمادة الرياضيات بين 50-150 ألف ليرة سورية، ومواد الفيزياء والكيمياء بين 50-75 ألف ليرة سورية، واللغات بين 50-75 ألف ليرة سورية للساعة الواحدة، في الأسبوع أحتاج لـ 500 ألف ليرة سورية أجرة دروس خصوصية لابنتي في البكالوريا العلمي، بحسب ما استهلت به حديثها أم الطالبة يارا، مضيفة أنها تلجأ للدين والعمل في الطعام والحلويات لتأمين هذا المبلغ.
تابعت: تحتاج ابنتي لدروس رياضيات وفيزياء وكيمياء ولغة إنكليزية، وقد استغنت عن دروس اللغة العربية والفرنسية، أسوة للوضع المعيشي الصعب، إذ تتراوح أجرة ساعة الرياضيات بـ 150 ألف، وساعة الفيزياء والكيمياء بين 60-100 ألف ليرة سورية.
علي، طالب بكالوريا علمي يقول لـ وسائل اعلام محلية: الساعة الخصوصية للمواد العلمية للصف الثالث الثانوي العلمي قد تبلغ أجرة راتب شهري بالقطاع العام، إذ طلب أحد مدرسي الرياضيات الذي يعتبر من أوائل المدرسين بدمشق لقاء ساعة واحدة فقط مبلغ 250 ألف ليرة سورية، فلجأت لأخذ زملائي معي لتقليل العبء على والدي، والأمر نفسه بباقي المواد، تابع علي: أجور الدروس الخصوصية للبكالوريا العلمي غير منطقية ولا تراعي الظروف المعيشية التي يعاني منها الأهالي، وأصبحت تجارة تتأثر بالدولار، بدلاً من كونها رسالة سامية.
أما الطالب محمد في الصف التاسع، أوضحت والدته: أنه منذ بداية العام يقوم باتباع دورات تقوية بعد الدوام المدرسي لتقويته بكل المواد، مبينة أن الدروس الخصوصية أصبحت ضرورة لا بد منها لكل الصفوف الدراسية، حيث كشفت أنها في الأسبوع تحتاج ما يقارب 250 ألف ليرة سورية أجرة دروس لابنها في كل المواد، على الرغم من أنه مسجل مع مجموعة من زملائه، ولكن أجرة المدرسين أصبحت باهظة جداً، والمدرسون يستغلون حاجة الطلاب.
بدورها، معلمة الرياضيات شيماء درويش، أكدت لـ “أثر” أن الطلاب يلجؤون للدروس الخصوصية ليتمكنوا من حل جميع التمارين، خاصة أن كل تمرين يحوي فكرة معينة، وعدد الحصص الأسبوعية بالمدارس لا يكفي لحل جميع هذه التمارين، وخاصة الثالث الثانوي العلمي.
ترى أن بعض المدرسين يلجؤون لتحديد أجرة مرتفعة جداً مستغلين أسماءهم أو أسماء المكان الذي يدرّسون به، ومنهم من يعتمد على أجرة منخفضة مراعاة للواقع المعيشي، شرحت أن الدروس الخصوصية، فرضت عبئ مادي ثقيل على أهالي الطلاب، ومنهم من يتعمد العمل بأكثر من مهنة لتأمين أجور الدروس الخصوصية لأولادهم.
يذكر أن وزارة التربية، أصدرت برنامج امتحانات الشهادتين الثانوية والإعدادية لدورة 2025، إذ يبدأ امتحان الشهادة الإعدادية في 14 حزيران، وامتحان الشهادة الثانوية بفروعها يبدأ 5 تموز.